قالت مصادر عليمة بجنوب الصحراء إن قيادة أركان العمليات المشتركة التابعة لدول الساحل بدأت أولى استطلاعاتها الجوية المدعمة بصور مأخوذة من القمر الاصطناعي الذي يراقب أكثر مليون كلم مربع في الصحراء المترامية الأطراف، بالقرب من ثلاثي الرعب الصحراوي المتاخم للحدود الجزائرية – الموريتانية والمالية و النيجرية. هذا وقد افتتح بمقر الناحية العسكري السادسة بتمنراست مقر قيادة مشتركة لأربع من دول منطقة الصحراء في إطار تعزيز علاقات التعاون العسكري والأمني بين هذه الدول للتصدي للإرهاب، في خطوة يعتبرها مراقبون بمثابة خطة إستباقية للحيلولة دون تدخل أجنبي في المنطقة، حيث يشكل افتتاح مقر قيادة العمليات المشتركة بين الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر في جنوبالجزائر أولى الخطوات العملية في إطار محاربة الإرهاب ومواجهة الخطر المتزايد لتنظيم القاعدة في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية. وستحتضن مدينة تمنراست الواقعة في أقصى الجنوب هذا المقر الذي سيعمل على تعزيز علاقات التعاون العسكري والأمني، حسب وزارة الدفاع الوطني. ويأتي تشكيل القيادة المشتركة الجديدة والتي تحمل اسم ''لجنة الأركان العملياتية المشتركة''، تتويجاً لإحدى توصيات اجتماع قادة جيوش دول الساحل في 13 مارس المنصرم، وهي الخطوة التي أشادت بها في حينه الولاياتالمتحدة ووصفتها بأنها خطوة نحومواجهة جماعية ل"لتنظيمات الإرهابية" التي تحاول تكثيف نشاطاتها في تلك المنطقة. وتقول واشنطن إن عدم وجود تنسيق امني بين دول الصحراء الكبرى يهدد بتحول المنطقة إلى ملاذ لهذه الجماعات المتشددة. وتتضمن خطة العمل المشترك سلسلة من الترتيبات الفنية العسكرية، والتعاون في مجال العتاد العسكري، وتسيير دوريات عسكرية في مناطق الحدود المشتركة لمراقبة تحركات المجموعات الإرهابية ومراقبة الحركة على الحدود الشاسعة بين هذه الدول. ويقول خبراء أمنيون إن الهدف من هذه القيادة المشتركة هو تكثيف التنسيق الإستخباراتي والمعلوماتي لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة وشبكات تهريب السلاح وخطف السياح الأجانب في المنطقة، خاصة مع وجود تقارير تفيد بان تنظيم القاعدة يحاول ترتيب صفوفه في المنطقة، بعد الحملات العسكرية التي قام بها الجيش الوطني الشعبي جنوب البلاد.