تتواصل الحملة التي شنها مجموعة من الكتاب و المبدعين تحت شعار "اتحادنا قوي"، و قد كشفت الهيئة العليا لهذه الحملة في بيانها الأخير و الذي تحصلت الجزائر الجديدة على نسخ منه عن المحاور الكبرى لمشروع البرنامج المستقبلي لاتحاد الكتاب الجزائريين، حيث وضعته بين أيدي كل الكتاب والمثقفين والإعلاميين و ذلك بهدف المساهمة و الاشتراك في تقديم وجهات نظرهم في تحديد منهج جديد لتسير هيئة إتحاد الكتاب الذي حدد له شعار جديد "ضمير حي،برنامج فاعل، رؤية واضحة". و قد تضمن البيان أهم النقاط الذي سيبنى عليها هذا التغير الحقيقي والجذري لهذه المؤسسة الثقافية في الجزائر، حيث أفضت بنود البرنامج المستقبلي إلى إعادة النظر في البنية الإدارية لاتحاد، عبر إدخال التعديلات الإدارية والتنظيمية، التي تجعل منه مؤسسة حديثة الهيكلة، سريعة العمل، من خلال تزويده بأمانة عامة عصرية، ومزودة بكل الإمكانيات المادية والبشرية، التي تسهل أداء المهام، بالإضافة إلى بناء خريطة واضحة للهيئات المؤسسات الفاعلة في المجتمع، ونسج شبكة من العلاقات المنتجة، والتي يتم التواصل معها، للتعاون في تنفيذ المشاريع المشتركة، التي تخرج الاتحاد من عزلته، كما أعربت عن نية رجالاتها بإنجاز أرضية فكرية مناسبة تعمل على إعادة الاعتبار لقيمة الفعل الثقافي، باعتباره ممارسة منتجة للمعرفة، ومرسخة للقيم السامية، والسعي إلى تعريفه بما يتناسب مع الحاجات الاجتماعية القائمة، وتخليصه من شوائب السطحي والمبذل للنشاط، وكذا بذل ما يناسب من الجهود الفكرية والأدبية والمادية، وإيجاد الآليات القانونية والهيكلية، التي تكون قادرة على تثمين الإبداع الوطني بمختلف مجالاته، وتحويله إلى ثروة وطنية تستغل في تجسيد تراكم نوعي، وإضافة مادية حقيقية للوطن، وعبرت عن الحاجة الملحة لتوفير المناخ الاستثماري المناسب، الذي تتحقق فيه الآمال المؤجلة، المتمثلة في تأسيس قاعدة استثمارية وطنية محصنة، باشتراك رأس المال العام والخاص، والتوجه نحو الخروج من الاستثمارات الزائلة، والاعتماد على الاستثمارات المستقبلية. ولم تخف الهيئة أيضا رغبتها في المسارعة للتكفل الاجتماعي المادي والأدبي للكاتب، عبر ما تنص عليه قوانين البلاد والتشريعات المعمول بها، حتى يكون الهم الاجتماعي للكتب متكفل به، باعتباره حقا من حقوق الإنسان، التي تضمن الكرامة وتصون الشرف، مشددة على ضرورة إنهاء حالة العزلة وفك الحصار المضروب على الاتحاد من داخله، واستعادة مكانته الطبيعية، والدور المناسب له حتى يتمكن من الانخراط المؤثر في المجتمع، ويساير الحراك الاجتماعي القائم. من جهة أخرى ألح البيان على ضرورة استعادة مكانة الإتحاد على المستوى الدولي والتي تبقى من الأولويات هذه الحملة، مع إزالة كل الشوائب التي لحقت بصورته، وأضرت بمكانته عند الآخرين، والانتقال إلى استغلال قنوات وفرص التعاون، مع الهيئات والمنظمات الدولية، ناهيك عن الحاجة الملحة لتأسيس شراكة إستراتيجية، بين المنتوج الفكري والأدبي، وبين الممارسة الإعلامية، عبر توثيق الصلة الميدانية، بين الكاتب والإعلامي، وبين الاتحاد وبين المؤسسات الإعلامية من خلال الاستفادة مما توفره التكنولوجيات الاتصالية الحديثة، وكذا إنجاز قنوات اتصال ثقافية حقيقية ومثمرة، مع كل الكتاب والمثقفين الجزائريين في الخارج، والاستفادة من إبداعاتهم وإشراكهم في التراكم الإبداعي الوطني، بما يتناسب والظروف القائمة. وأوضحت الهيئة أن العمل على بناء إستراتيجية ثقافية وطنية، يشارك فيها الكتاب والمثقفون، ستكون لا محالة السكة الصلبة التي يسير عليها الاتحاد، برؤية واضحة ليكون المؤسسة التي تساهم بفاعلية وجدية، في التنمية الوطنية الشاملة. واتحاد الكتاب الجزائريين، مؤسسة أهلية ثقافية متجذرة في التاريخ، ومتطلعة إلى المستقبل، ذات تمثيل وطني تعبر عن الضمير الثقافي الوطني، يتحمل مسؤولية المساهمة في مد البلاد بالنخب الصانعة لقيم الفكر والإبداع والذوق العام، همه خدمة المجتمع، في إطار ما هو موضوع له، وذلك وفق مشاركة الكتاب والمثقفين، وعبر ممارسات ديمقراطية، تناسب مع مكانته.