تنظم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بولاية غليزان ، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، ملتقى وطنيا بدار الثقافة بغليزان عنوانه" دور التصوف والزوايا في الاستقرار الاجتماعي " وذلك يوم السبت القادم 09 ربيع الأول 1435ه الموافق ل 11 ديسمبر من السنة الجارية . يحضر هذا اللقاء مشايخ زوايا الجزائر وممثلو الطرق الصوفية، وباحثون جامعيون منهم:محمد المأمون القاسمي شيخ زاوية الهامل،محمد طيبي جامعة وهران،محمد بن بريكة جامعة الجزائر،ساعد خميسي جامعة قسنطينة، طيبي غماري جامعة معسكر. ومن المنتظر صدور بيان يتناول الوضع الحالي للبلاد والدعوة إلى الاستقرار والأمن الاجتماعيين. يقول المشرفون على الملتقى في رسالتهم التي تلقت الجزائرالجديدة نسخة منها " لقد شكلت الزوايا امتدادا روحيا واجتماعيا واقتصاديا للتصوف الإسلامي الذي كان سموا في الروح وتزكية للنفس وتربية للفرد ومعرفة مقصدها الإنسان وتحريره من التقليد وعبودية الأهواء ، لقد ظهرت الزوايا كمرفق اجتماعي فشكلت فضاءً عموميا واستلهمت القيم الإسلامية خصوصا في مجالي تربية الفرد والتكافل الاجتماعي والإصلاح بين الناس، وتوطّد دورها بعد سقوط غرناطة سنة 1492 والاعتداءات الغربية على سواحل الحواضر الإسلامية ، فكانت رباطا جهاديا تولى تحرير ثغورنا مثل تحرير المنستير بتونس وبجاية وتنس ووهرانبالجزائر. واستدعى ذلك من مشايخ المتصوفة والزوايا العمل على توحيد القبائل وفض النزاعات فكانت " السلطة " البديلة في زمن الدويلات والاقتتال بينهم ، وبقيت جذوة الجهاد وتحرير الأوطان مهمة الأجيال من المرابطين والطلية وفقراء الزوايا إلى زمن المقاومة في القرن التاسع عشر بالجزائر ، رباط سيدي أمحمد بن علي ابهلول المجاجي رمز من هذه الرموز، ورباط سيدي التواتي ببجاية، ورباط جبل المايدة لوهران زمن العثمانيين الذي كان يرأسه الشيخ بوطالب المجاجي ، ومقاومة الدرقاويين في مينا وغليزان والشلف وتيارت ضد الظلم واغتصاب الحقوق، هذا الزخم من العمل الجهادي الوطني هو الذي شكل إلهاما وقاعدة ثقافية وسياسية لمقاومة الأمير عيد القادر والزعاطشة ولالة نسومر والرحمانيين الخلوتيين وأولاد سيدي الشيخ والسنوسية التي قاومت الاختلال الايطالي في ليبيا، وهو أيضا ما قامت به الزاوية الشرقاوية والشرادية مثلا بالمغرب الأقصى، وكانت لهجرات شيوخها نحو البلدان الإفريقية فضلا في انتشار الإسلام. إنّ البدايات والنهايات في خطاب المتصوفة ومشايخ الزوايا تربية الفرد على المحبة والإخاء والتكافل ، وهذه القيم ضامنة لمفهوم " الاستقرار " و الأمن الروحي " ، فالعنف ". إن الشقاق ينشأ من التعصب والصراع والعبودية للأهواء ، والزاوية بعملها الاجتماعي من إطعام الفقراء والتكفل بالمرضى والمهمشين تعمل على تخفيف التوتر الاجتماعي ونشر التعاون ، كما أنها تميزت طيلة العهد الاحتلالي الفرنسي بفض الخصومات والعدل بين الناس ، فكانت فضاء صلح وردع الظّلم وإعطاء كل ذي حق حقّه ، وظل هذا التقليد القضائي سائدا في بعض الزوايا إلى اليوم ، وفي العشرية الدموية رابط الشيوخ من أجل حقن الدماء والدعوة إلى السِّلم ، وها هي اليوم رباط يؤدي دوره في تحفيظ القرآن الكريم والمحافظة على الشخصية الوطنية ، إنها فعلا صمام أمننا الثقافي واستقرارنا الاجتماعي. على ضوء هذا المعنى يأتي تنظم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بولاية غليزان ، بدار الثقافة للملتقى الوطني الأول حول "دور التصوف والزوايا في الاستقرار الاجتماعي " بمحوريه التصوف في المغرب العربي: رباط ديني ووطني.التصوف والزوايا أمن روحي ووطني". ستعرف الفترة الصباحية من الملتقى تلاوة كلمتي والي الولاية ووزير الثقافة أبو عبد الله غلام الله ،تليها محاضرة افتتاحية . يتناول المحور الأول "التصوف في المغرب العربي رباط ديني ووطني" ،في مداخلة لفضيلة الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني من زاوية الهامل، يليه تدخل محمد بن بريكة من جامعة الجزائر ،وبعده أ.د. محمد طيبي غماري من جامعة معسكر، ليختتم أ.د. عبيد بوداود من جامعة معسكر محاضرات الجلسة الأولى . أما المحور الثاني " التصوف والزوايا: أمن روحي واجتماعي ووطني" يتدخل خلاله كل من أ.د. سعد خميسي من جامعة قسنطينة ،أ.د.طيبي غماري،د .عمر حمدادو من جامعة وهران ،د. العربي بوعمامة من جامعة مستغانم.وستخصص فترة لاحقة لمناقشة الأفكار والمواضيع المطروحة بالملتقى ،على أن يتلى في نهايته البيان الختامي والتوصيات .