*- تميّزوا بالموسيقي لنسيان عالمهم الموحش زينب بن سعيد يصوّر الفيلم الوثائقي "أطفال كينشاسا"، حياة أطفال استوطنوا الشوارع والطرقات، بعد أن تخلت عنهم عائلاتهم واتهمتهم بالشعوذة، فقرر "جوزيه" وأصدقاؤه تكوين فرقة موسيقية لتغيير مستقبلهم وكي تغنّى أغانيهم خارج سماء مدينتهم الموحشة. وهناك، حيث تنتهي الحياة، صنع المخرج البلجيكي مارك هنري وانبورغ من أطفال المجتمع الكونغولي أبطالا من خلال الفيلم الوثائقي الذي يحمل لمسة روائية "أطفال كينشاسا"، بعد أن غاص في أحشاء مدينتهم وتتبّعهم بكاميرته ليرصد حياتهم البائسة التي يتحدّونها يوميا بأدق تفاصيلها، حيث عرض بقاعة محمد زينات برياض الفتح، قبل يومين من اختتام تظاهرة أيام الفيلم الأوروبي. فهناك، أين تنتهي الحياة، يترجم الوثائقي "أطفال كينشاسا"، يوميات فقيرة يضطر أطفال شوارع كينشاسا إلى معايشتها، كما صور الحيل التي يقوم بها هؤلاء من أجل الظفر بلقمة عيش لا ترقى لتكون لإنسان. مخرج الفيلم لم يبالغ في وصف الحياة البائسة لهؤلاء الأطفال الإفريقيين، حيث يقارب عدد الأطفال الذين يستوطنون شوارع كينشاسا الثلاثين ألف متشرد، وذلك لا يحتاج للتصنع في النقل فيومياتهم تتحدث عن البؤس الذي يذوقونه يوميا، فحتى كاميرا هاوية يمكنها أن تنجح في نقل حياة هؤلاء الأطفال. أبرز المخرج من خلال هذا الفيلم الوثائقي حب هؤلاء المشردين للموسيقى التي يعشقها جميع الأفارقة، فهم موهوبون بالفطرة، وقد كانوا يؤلفون ألحانهم وأغنياتهم التي يحلمون بسماعها يوما خارج سماء كينشاسا. فرغم البؤس كانوا يجتمعون نساء، رجالا، وأطفالا، يرقصون ويغنون، ويتشاركون في الاستمتاع بموسيقى بعضهم البعض، حتى يتسنى لهم نسيان ما يعانونه ولو لفترة قصيرة. قد تكون هذه رغبة بسيطة منهم، لكنها تخفي وراءها رغبة أكبر تتمثل في حلمهم بأن يصبحوا ذات يوم بشرا حقيقيين ويكون لحياتهم معنى بعيدا عن تلك الشوارع والطرقات. "أطفال كينشاسا"، يجسّده الأطفال الحقيقيون، فقد فضل المخرج أن يقوم هؤلاء بأداء الأدوار في القطعة الدرامية التي اختارها لفيلمه الممزوج بين الوثائقي والروائي، فالعينات التي اختارها تنتمي إلى أسفل الترتيب الطبقي. للإشارة فإن "أطفال كينشاسا"، قد حصل على جائزة أحسن فيلم في مهرجان فيلم زغرب السينمائي سنة 2012، وكذا جائزة مستشار أوروبا لحقوق الإنسان، وشاركت في مهرجان البندقية لسنة 2012 والمهرجان الدولي الفيلم تورونتو في ذات السنة.زينب بن سعيد