يعيب الجزائريون، على دولتهم، من حيث إنها تشكل نموذجا فريدا من نوعه في العالم. فهي البلاد " القارة" الوحيدة التي تخضع لسلطة مستترة، ويحكمها رجل يوصف من طرف عامة الناس أنه مريض وعاجز حتى على إدارة شؤونه الخاصة ! ويدير شؤونها نظام سياسي غريب ومثير للجدل، فهو إسلامي مع الإسلاميين، وعلماني مع العلمانيين، وتقدمي مع التقدميين ورجعي مع الرجعيين، ورأسمالي مع الرأسماليين واشتراكي مع الاشتراكيين ! في المقابل، لا ينتبه الكثير من الجزائريين لطبيعة الشعب الذي يشكل جزء من مكونات هذه الدولة، ويحكمه هذا النظام، فهو أيضا يشكل نموذجا فريدا من نوعه بين بقية شعوب العالم ! الشعب الجزائري ، هو الوحيد في العالم من بين الشعوب الذي يمكن لأي فرد منه، مهما كان مستواه أن يحاضر لساعات في النظافة، ويشرح المصطلح من جميع النواحي، لكن يظل بحاجة ضرورية إلى تنبيهه شفهيا وكتابيا في المقاهي والصالونات ومقاهي الانترنيت وجميع الفضاءات العمومية بأن رمي " الشمة" مثلا ، على الأرض هو سلوك مشين وممنوع ! وهو النموذج الوحيد في العالم الذي يمشي في وسط الطريق المخصص للسيارات، ويطمع أن تنتقل السيارة إلى الرصيف، أو على الأقل تتوقف إلى غاية مروره، فإذا نبهته إلى خطئه، ثارت ثائرته وقد يسمعك ما لم تكن تتوقعه !، وهوالنموذج الوحيد الذي يحترم القانون لأجل الشرطي فقط وليس من أجل حرمة القانون نفسه، وهو الوحيد الذي يسرق دولته ويخون بلاده وفي المقابل يفتي لنفسه بجواز هذه السرقة وهذه الخيانة.. وشعب بهذه المواصفات، أقسم بالله العظيم "ما يطلع عليه النهار لبيض"!