قالت مصادر عليمة إن قيادة أركان دول " الساحل " التي تتخذ من الناحية العسكرية السادسة بتمنراست مقرا رئيسيا لها تحضر لمخطط أمني جديد، لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية الناشطة في ثالوث الرعب الصحراوي. وسيكون هذا المخطط مقسم لقسمين، عملياتي وهندسي سيقوم به أكثر من 25 ألف جندي على طول المنطقة المتاخمة لمالي،موريتانيا والنيجر حتى يكون أكثر فعالية وقوة في مواجهة بقايا ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. هذا ويتعلق بالنموذج الذي قدمته الجزائر لمواجهة الخطر الارهابي، فقبل عقدين من الآن كانت الجزائر مرشحة بقوة لأن تسقط في أيادي الجماعات الإرهابية المتطرفة، وكانت في حرب أهلية غير معلنة، وتواجه استقطابا ثقافيا حادا، ولكنها الآن تخلصت من كل ذلك، وأصبح الخطر الذي يواجهها من قبل هذه الجماعات جماعيا، أي يشملها هي وباقي دول المغرب العربي، والساحل الصحراوي الذي يضم دولاً إفريقية غير عربية، لكنها تقع ضمن نطاق أعمال تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وقد ثبت الآن أن هذه التوقعات لم تتحقق، ليس لأنها لم تكن جدية، وإنما لأن الجزائر قدمت نموذجا متعدد المحاور لمواجهة الخطر الإرهابي، وبالطبع فإن المحور الأول كان هوالمتعلق بالمواجهة الأمنية للخطر، وقد نجحت مختلف مصالح الأمن على الرغم من الخسائر البشرية التي تعرضت لها عناصره. وإن كان لدى الجزائر خطر ما من هذه الجماعات، فهولا يذكر مقارنة بما سبق أن واجهته، فقد أصبح في مناطق نائية غير مأهولة، والعمليات التي تحدث في الجزائر مثل تلك التي ستجري محاكمة منفذيها الشهر المقبل، تعبر عن يأس وليس عن قوة جماعات الإرهاب والعنف الجزائرية. من جهته أعلن جناح القاعدة في شمال إفريقيا المسؤولية عن خطف الفرنسي ميشيل جيرمانوفي شمال النيجر في افريل الماضي، وقال تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في بيان " نعلن مطلب المجاهدين الشرعي من فرنسا مقابل إطلاق سراح مواطنها... وهوإطلاق سراح أسرانا الذين ستصل للمفاوض الفرنسي قائمة بأسمائهم".