رغم الاعتمادات المالية الكبيرة التي خصصتها الدولة لتسير وتيرة التنمية بولاية المدية خلال المخططين الخماسين الأخيرين،لكن المواطن المداني عبر64 بلدية تشكل التقسيم الإداري لعاصمة التيتري لم يرى أشياء ملموسة على أرض الواقع ما عدا بعض الترقيعات في واجهات بعض البلديات ، وكذا توزيع بعض المشاريع السكنية من بناءات ريفية و اجتماعية، لاقت في كثير من الأحيان احتجاجات بسبب ما اعتبره المواطن البسيط ظلما في التوزيع . لتبقى الوعود العملاقة كالقطب الجامعي الجديد الذي تم تغيير مكان إقامته من مدينة المدية إلى بلدية وزرة يشهد بطأ شديدا وصولا حلم سكان الجهة الشرقية بتزويدهم بغاز المدية الذي انطلق شطره الأول لكن توقيت تسليمه يبقى مؤجل إلى إشعار آخر ،حيث تمر الأعوام وتتغير أرقام السنوات لكن التنمية بالمدية تبقى تسير ببطء شديد شبهها الكثير من مواطنين الولاية خلال حديثهم ل (الجزائر الجديدة) ب" خطى السلحفاة ". ولدى زيارتنا الميدانية التي قادتنا لمجموعة من البلديات في جهات الولاية الأربعة لاحظنا شكاوي المواطنون تنصب أساسا في تذمرهم من عدم التوازن في توزيع المشاريع التنموية حيث تحظى بعض الدوائر الكبرى والتي تعد على الأصابع بمشاريع كبرى خاصة السكنية منها وكذا مناطق الاستثمار بينما تبقى جل الدوائر الأخرى خاصة الشرقية منها تعاني من نقص فادح في البرامج السكنية و المرافق التابع لها . السكن بمختلف الصيغ ..كثرة الطلب يرفقه قلة العرض وبطء في الإنجاز يبقى السكن بمختلف الصيغ من أهم مطالب السكان وتوزيع الحصص مرتبطا أساسا بالكثافة السكنية وكذا ومساحة الإقليم حيث ثلثي الحصص يتم توجيهها نحو ثلاث دوائر فقط هي المدية ،قصر البوخاري والبرواقية ،في حين يبقى الثلث المتبقي مخصص ل61 بلدية موزعة على بقية الدوائر19، لكن كثرة الطلب يبقى في ارتفاع مقارنة بعدد المشاريع السكنية المخصصة للولاية و رغم المشاريع الكبيرة التي استفاد منهاا قطاع السكن بالمدية خلال العشرية الأخيرة بعد البحبوحة المالية إلا أنها تبقى بعيدة عن تطلعات السكان مقارنة بولايات أخرى أقل مساحة، سكانا و موقعا استراتيجيا. ولعل أكبر تحد يواجهه قطاع السكن بالمدية انعدام الجيوب العقار الشاغرة وهو مشكل 64 بلدية بالمدية فكلها تعاني من مشكل العقار غير أن هذا لم يمنع من تحقيق عدة منجزات فقد تم استلام أزيد 5000 وحدة سكنية بمختلف الأنماط ،ففي السكن الريفي تم انجاز واستلام حوالي 1300وحدة سكنية موزعة على البلديات الريفية ،أما نمط السكن الاجتماعي التساهمي فقد عرف استلام 482 وحدة سكنية في بلديات متفرق،وفيما يخص السكن الاجتماعي الايجاري فقد عرف استلام نسبة قياسية زادت عن 1500 وحدة سكنية و رغم هذه الإنجازات تبقى مشكل التوزيع يشكل عائق آخر حيث نصف السكنات المنجزة لم يتم تسليمها على مستحقيها خوفا من موجات احتجاجية نظرا لكثرة الطلب وقلة العرض. ولاية مصنفة فلاحيه ..أموال كبيرا صرفت لكن الأراضي تبقى بورا تعد الفلاحة أهم مصدر رزق لأزيد من ثلثي سكان ولاية المدية حيث أصبحت الولاية خلال السنوات القليلة الماضية إحدى أهم المناطق الفلاحية وطنيا لما تزخر به من أراض فلاحية شاسعة بلغت نسبتها ما يقارب 70 بالمائة من المساحة الإجمالية التي تقدر ب7800 هكتار. وأشارت مصادر من مديرية الفلاحة في حديثها للجزائر الجديدة أن الأرقام كشفت أن قطاع الفلاحة يحتل الريادة في جذب اليد العاملة مقارنة بالقطاعات الأخرى في الولاية، مؤكدا في ذات السياق أن السياسة التي تبنتها مديرية الفلاحة والغابات بفتحها أبواب الاستثمار خلال الخمس سنوات الفارطة، ساهمت بشكل كبير في استقطاب القطاع لليد العاملة، حيث بلغت نسبة التشغيل 44 بالمائة من اليد العاملة بالولاية من مجمل مختلف القطاعات. كما ساهم القطاع الفلاحي حسب محدثنا في تقليص نسبة البطالة من 19 بالمائة سنة 2006 إلى حوالي 12 بالمائة مع نهاية السنة الماضية، إذ وصل عدد العاملين في القطاع إلى قرابة 10000 عامل من مجموع 21000 عامل بالولاية. كما تتميز المدية بطابعها الفلاحي الرعوي وهذا ما مكنها من احتلال مراتب مرموقة على المستوى الوطني وقد عرف قطاع الفلاحة بالمدية عدة مؤشرات ايجابية حيث تم استصلاح أزيد من377 هكتار من الأراضي الفلاحية بكل من بلديات العمارية سيدي نعمان بوشراحيل وقصد النهوض بهذا القطاع فقد تم توصيل بلديات بني سليمان وامري السواقي عين بوسيف سبت عزيز اولاد ذايد الميهوب قصر البخاري بشبكة المياه بالإضافة إلى بناء 6خزانات بسعة 2400مربع يضاف الى هذا كله توسيع شبكة التطهير وانجاز سد على مستوي بلدية العوينات قصد إعطاء النجاعة الفلاحية ومساعدة الفلاحين فقد تم إنشاء صناديق منها صندوق التنمية الريفية واستصلاح الأراضي عن طريق الامتياز وفي هذا الصدد وحسب التقرير الذي بحوزتنا فقد تم استصلاح 1535هكتار مازلت 1000مبرمجة . أما فيما يخص برنامج الهضاب العليا والمدرجة فيه 22بلدية من مجموع 64فقد شمل عدة الفلاحة على العديد من الإعانات والمشاريع نذكر بالخصوص فتح المسالك توزيع خلايا النحل حفر المناقب إنشاء أحواض ،كما أن الصندوق الوطني للتنمية والاستثمار الفلاحي هو الآخر عرف نشاط كبير باستصلاح 115هكتار في كل من العوينات جواب دراق . وفي ذات الصدد يعاني المستفيدون من إعانة الدولة الموجهة للسكن الريفي بولاية المدية، جراء كثرة الإجراءات المتبعة لأجل الحصول على الإعانة المالية، بحيث يستوجب المرور على مراحل تبدأ من استخراج شهادة الحيازة ورخصة البناء إلى غيرها من العوائق. ابرز ما يؤرق هؤلاء المستفيدين خاصة الفقراء منهم ، هو القيام ببناء الأرضية حتى يحصلوا على الشطر الأول من الإعانة ، والجميع يعلم أن اغلب سكان ولاية المدية ، لا يملكون ثمن حتى قوت عيشهم فكيف بهم بأموال مواد البناء والسلع الموجهة لتشيد هذا السكن الريفي .العديد من هؤلاء المستفيدين عبّروا (للجزائر الجديدة ) عن تذمرهم من هذه الطريقة المنتهجة من مديرية السكن والتجهيزات العمومية ، وأكدوا لنا أنهم لا يملكون حتى مبلغ شراء السلع ويلجئون إلى الاقتراض عادة إن وجدوا له سبيلا. وطالب البعض بضرورة رفع قيمة هذه الإعانة التي تقدر بسبعين مليون سنتيم ، والتي لا تكف حسب رأيهم لشراء المواد المستعملة في البناء ، ما أدى إلى تعطل العديد من المستفيدين من هذه الصيغة من السكنات، من إتمام مشاريعهم بسبب عدم قدرتهم على ذلك، إما بسبب الإجراءات أو لعدم كفاية مبلغ الإعانة خاصة وان سوق مواد البناء يعرف غلاء فاحشا وبالخصوص مادتي الإسمنت والحديد، وارتفاع تكلفة نقلهما إلى قراهم لبعدهم عن نقاط بيع مواد البناء، ناهيك عن أجرة اليد العاملة التي ارتفعت لمستويات قياسية ، لذا فإن مواطني المدية المستفيدون من إعانات الدولة لبناء سكن ريفي يطالبون السلطات المعنية بضرورة إعادة النظر في قيمة الإعانة المالية المقدمة ضمن سكنات البناء الريفي، والتي تعتبر المنفذ الوحيد لسكان المدية نظرا لطبيعة الولاية الفلاحية ولكون هذه الصيغة تعمل على تثبيت السكان بأراضيهم الفلاحية وممارسة نشاطهم الفلاحي والرعوي مما يسهم في وفرة الطلب. الغاز الطبيعي ..حلم مؤجل إلى عام آخر ... ونحن نودع سنة 2014، يبقى سكان الجهة الشرقية للمدية الذين يشكلون ثلثي بلديات الولاية محرومون من الغاز الطبيعي ،رغم الوعود الكثير و المتكررة من قبل السلطات المحلية و الولائية ،حيث يبقى أزيد من 200الف نسمة موزعون على الدوائر الكبرى على غرار تابلاط ،بني سليمان ، العزيزية ،القلب الكبير ،سيدي نعمان السواقي والعمارية ،يحلمون بغاز المدينة في بيوتهم لتبقى معاناتهم الكبيرة مع قارورات البوتان مستمرة سنين أخرى إذا لم نقل عقود . هذه القارورات التي تصبح هي نفسها نادرة مع حلول فصل الشتاء حيث تتميز المنطقة بطابعها الجبلي و بردها القارص . فإذا استثنينا البلديات المدرجة ضمن برنامج الهضاب العليا على غرار جواب وسيدي زهار التابعتين ادرايا لدائرة السواقي فجل البلديات الشرقية الأخرى تبقى محرومة من الغاز ولازلت رحلة المعاناة متواصلة لأزيد من 50 بلدية من أصل64 بلدية تمثل الهيكلة الإدارية للولاية . الطريق المزدوج البرواقية / المدية.. انطلق المشروع لكن متى ينتهي؟! وعلى صعيد آخر تتميز ولاية المدية بشبكة طرقات هامة و إستراتيجية ولعل أهم طريق يمر بها الطريق الوطني رقم 01 الذي يعد بوابة تربط شمال البلاد بجنوبها ،حيث استفادت الولاية من مشروع ضخم في إطار الطريق شمال جنوب منها ازدواجية الطريق بين بلدتي البرواقية وصولا على مدينة شفة بولاية البليدة و الذي يعد أحد أصعب الطرق من حيث التضاريس حيث أعطى وزير النقل خلال الثلث الأخير من السنة إشارة انطلاق الأشغال عبر هذا المحور بعد أن رسا هذا المشروع على شركة صينية كندية جزائرية مشتركة حيث سيتم إنشاء 36 جسر و 6 أنفاق في مدة حددت ب36 شهر ،وبالتالي سيسمح هذا المشروع بتنشيط الحركة المرورية و التجارية بين ولايات الجنوب و الشمال . كما استفادت جل الطرق الولائية و البلدية من مشاريع هامة خاصة بتعبيد الطرق وبلغة الأرقام تم إعادة تأهيل 50كلم من الطرق الوطنية و60كلم من الطرق الولائية وكذات إعادة تأهيل الطريق السياحي رقم 64الرابط مابين بعطة بالمدية وبلدية بوقرة بالبليدة وهو طريق اجتنابي سياحي يخفف الضغط على الطريق الوطني رقم واحد وفي نفس السياق فقد تم معالجة الانزلاق على مستوي الطريق الولائي رقم 38 يضاف إليها انجاز 21معبر. الاستفادة من 3 مفرغات عصرية أهم انجازات البئية التحتية وفيما يخص قطاع البيئة بولاية المدية غلاف مالي معتبر قدر ب40 مليار سنتيم لانجاز3 مراكز للردم التقني في كل من بلديات المدية البرواقية وتابلاط ،هذه الأخيرة استفادت من 15 مليار انجاز مركز للردم التقني والذي جاء نتيجة نداءات الاستغاثة التي أطلقها سكان دائرة تابلاط ببلديتها الأربعة ، تابلاط،مزغنة العيساوية والحوضين خاصة نظرا لغياب مفرغة بالمنطقة مما فرض على السلطات المحلية رمي النفايات بواد يسر عند المدخل الجنوبي للمدينة على بعد أمتار من الطريق الوطني رقم 08 مما شوه البعد الجمالي للمنطقة . هذا المشروع سيكمن من القضاء على الرمي العشوائي لفضلات والنفايات المنزلية والصناعية بالإضافة إلى المحافظة على طبيعة وجمالية المنطقة المشروع هذا خصص له غلاف مالي يصل الى 15مليار سنتيم سيسمح بفتح مناصب عمل دائمة ومؤقتة لشباب المنطقة مصالح. هذا المشروع سينطلق في القريب العاجل حسب مصادرنا بعد توفير الارضية المخصصة له ،مع العلم أن جل دوائر الجهة الشرقية لعاصمة الولاية تفتقر الى مشاريع من هذا القبيل على غرار بني سليمان القلب الكبير العزيزية حيث لا تزال هذه الدوائر تعتمد على الرمي العشوائي للفضلات المنزلية والنفايات مما يسبب عدة مخاطر ايكولوجية ،بيئية والصحية. ومن جهة أخرى يبقى قطاع البيئة لولاية المدية يعاني من عدة نقائص خاصة في ظل غياب المفرغات العمومية حيث غزت النفايات معظم الشوارع و الاحياء في ظل غياب ثقافة بيئية عند المواطن . مديرية الري تخصص 135 مليار سنتيم لتوصيل القنوات وشبكات المياه علمت (الجزائر الجديدة ) من مصادر مطلعة من مبنى مديرية الري لولاية المدية أن هذه الأخيرة خصصت مبلغ قيمته 135 مليار سنتيم بهدف ربط جل أحياء ، قرى و بلديات الولاية التي ستستفيد من مشروع تحويل مياه سد كدية أسردون بالقنوات وشبكات المياه ،وهذا بالنظر إلى أن جل القنوات و الشبكات و المتواجدة حاليا ليس بمقدورها استيعاب التدفق الكبير و الذي سيبلغه هذا المشروع مع انطلاقه . للتذكير فإن هذا المشروع الضخم سيخفف بل ويقضي على أزمة المياه التي لازمت سكان العديد من بلديات الولاية خاصة الجهة الشرقي منه كالقلب الكبير ،بني سليمان العزيزية و تابلاط وصولاً إلى بلدية بوغزول في أقصى جنوب الولاية. وحسب مصادرنا من داخل مبنى مديرية الري لولاية المدية فإنه ى سيتم مد 195 كلم من أنابيب النقل بمختلف الأحجام من 300 إلى 1400 ملم، مزودة ب 3 محطات ضخ بكل من بني سليمان، سيدي نعمان والبرواقية، وكذا 7خزانات تتراوح طاقة استيعابها بين 2000 و20000 متر مكعب، مشيراً إلى أن الدراسات الطبوغرافية انتهت، أما الدراسات الجيو تقنية فبلغت 50 بالمائة، مضيفا أنه سيشرع في تركيب الدفعة الأولى من أنابيب نقل المياه . ولدعم مياه الشرب بأكثر المناطق المتضررة من نقص المياه وهي بلدية بني سليمان فقد ذكر محدثنا أن هناك عملية بقيمة 120 مليون دينار لتزويد المنطقة بالمياه من بلدية العزيزية المجاورة إذ سيتم توفير 800 متر مكعب يومياً، إضافة إلى استفادة مدينة القلب الكبير التي يمر بها المشروع أما بلدية مجبر بجنوب الولاية فإنها استفادت بفضل المخطط البلدي للتنمية من تحويل مياه سد حلوان الواقع ببلدية سغوان وهو في طور الإنجاز علماً أنها تعاني من قلة الماء لعدة عقود، إلى جانب ذلك أشار مصدرنا أن سكان مدينة تمزقيدة سيستفيدون من مياه منبع ومد الأنابيب على طول 2 كلم، ومحطة ضخ وكذا خزان بطاقة 500 متر مكعب ويوفر 300 متر مكعب يومياً كما طلقت بلدية أم الجليل الندرة وبدأ استغلال مياه من سد فاتسن وغلافه المالي 420 مليون دينار ومد الأنابيب على طول 25 كلم من مختلف الأحجام، ومزود بخزانين محطة للمعالجة ويوفر 2500 متر مكعب يوميا . عجلة التنمية بالولاية تتطلب مجهودات كبيرة وفي الختام وقصد الرقي بولاية المدية إلى المراتب الأولى تنمويا خاصة وإنها تحتل ذيل الترتيب فيما يخص التنمية المحلية وطنيا يجب تحقيق جملة من المطالب تتلاءم وطبيعة المنطقة منها مضاعفة حصص البناء الريفي مادامت المنطقة ريفية والوسط الحضري يعاني نقصا وانعدام في العقار ،كما يجب محاربة الجهوية في توزيع المشاريع وتحقيق التوازن بين مختلف البلديات و كذا الإسراع في انجاز المشاريع التي بقيت عالقة سنة ،مع الإسراع في ربط البلديات الشرقية بشبكة غاز المدينة وإنشاء أسواق تجارية للحد من التجارة الموازية .