يجتمع قادة تنسيقية الانتقال الديمقراطي، اليوم الخميس، لوضع أولى رتوشات المؤتمر الجامع الذي سيعقد شهر أفريل الجاري , حسبما أكدته مصادر مقربة من الهيئة في تصريح ل "الجزائر الجديدة "، وسيطرح على طاولة التنسيقية في هذا الاجتماع عدة ملفات أهمها ملف تعديل الدستور والغاز الصخري والكيفية التي سيعقد بها هذا المؤتمر " المغلق ". و أكد عضو قيادي في هيئة المتابعة و المشاورة المعارضة , محمد حديبي ، ان هيئة التشاور و المتابعة ستلتقي يوم 7 افريل القادم بالعاصمة من اجل ضبط البرامج الخاص بالتحرك الميداني و بحث المستجدات السياسية و الاستعداد للمرحلة القادمة . و قال حديبي في تصريح للجزائر الجديدة , أن اللقاء القادم في غاية الأهمية و جميع القرارات التي ستتخذ خلاله مهمة جدا ، باعتباره يجمع أطياف المعارضة بالجزائر مجتمعة , مضيفا, أن الهيئة تهدف لإضفاء المزيد من التنظيم مستقبلا ووضع برنامج للتحرك الميداني في إطار المعارضة لتحقيق الحريات والانتقال الديمقراطي التي سطرت ، و تحديد النقاط المستقبلية بناء على التشاور الذي سيتم خلال هذا اللقاء الهام . و حسب محمد حديبي ، فان جميع قادة المعارضة يحضرون اللقاء القادم المقرر عقده يوم 7 افريل الجاري و منهم رئيس حركة مجتمع السلم ، عبد الرزاق مقري ، و محمد دويبي، رئيس حركة النهضة و الشيخ عبد الله جاب الله رئيس العدالة و التنمية ، و رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس ، و حركة الإصلاح التي سيمثلها جهيد يونسي ، و رئيس التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية، محسن بلعباس ، و أيضا رئيس جيل جديد، فضلا عن قيادات سياسية أخرى مستقلة و لكنها محسوبة على المعارضة ، ممثلة في رئيس الحكومة الأسبق احمد بن بيتور. و حول مكان عقد اللقاء ، قال حديبي انه لم يحدد بعد ، غير انه سيكون بالعاصمة الجزائر . و قال أن اللقاء سيكون له اثر سياسي هام لأنه يكرس موقف الوحدة الذي يميز المعارضة اليوم ، خاصة و ان أهم حدث تعرفه الجزائر هذه الأيام هو تعديل الدستور الذي يعتزم الرئيس بوتفليقة الإعلان عنه في أي وقت عبر غرفتي البرلمان . ويتزامن انعقاد هذا المؤتمر في وقت تشهد الساحة السياسية حالة من الانسداد بسبب الصراع القائم بين السلطة والمعارضة بالنظر إلى الرسالة التي بعث بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة عيد النصر بعد أن وجه انتقادات لاذعة لمن رفضوا العهدة الرابعة وانتقدوا التنقيب عن الغاز الصخري وهم يحضرون لضرب وثيقة تعديل الدستور عرض الحائط. وبعد مرور قرابة عام كامل عن تاريخ انعقاد ندوة " مازفران " بخيمة زرالدة التي تعتبر في نظر أصحابها إنجازا عظيما لم تتمكن من تحقيقيه منذ نصف قرن، يحاول قادة الانتقال الديمقراطي تخطي عقبة التشتت والانقسام بالنظر إلى الصراعات الداخلية التي شهدتها التنسيقية طيلة التسعة أشهر الأخيرة, فكانت أول هزة ارتدادية تعرضت لها التنسيقية الخلاف الذي حصل بين عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم وعبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية بسبب تصريحات أدلى بها مقري ولا تعد هي المرة الأولى التي يطفو فيها الخلاف في صفوف المعارضة بسبب التنابز والتراشق بالتصريحات بين المعارضين المحسوبين على التيار الإسلامي. ومن جهتها تتجه أحزاب الموالاة نحو تشكيل تحالف للرد على التجمع الذي شكلته المعارضة منذ عام تقريبا خاصة بعد رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة عيد النصر.