تشغل قضية المعتقل الجزائري سابقا في غونتنامو، فارحي سعيد بن محمد، العدالة الأمريكية وانتقلت عدواها، أمس، إلى مسؤولين كبار في إدارة الرئيس باراك حسين أوباما باستدعاء قاضية فيدرالية أمريكية، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي المكلف بإغلاق معتقل غونتنامو لمساءلته عن " المخاطر التي تتهدّد ترحيل الجزائري سعيد بن محمد إلى الجزائر". وذلك على خلفية إصرار الأخير عدم ترحيله إلى الجزائر خوفا من اعتقاله. سيمثل دان فراند، المبعوث الخاص لاوباما، بين يدي القاضية غلاديس كيسلر يوم 21 جوان الجاري للرد على "حالة الجزائر" ممثلة في إصدار القضاء الأمريكي حكما منذ نوفمبر 2009 يقضي بإطلاق سراح فارحي، وقالت القاضية غلاديس إن الحكومة الأمريكية تلقت ضمانات من السلطات الجزائرية بشأن سلامة المعتقل السابق في غونتناموفي حال ترحيله إلى الجزائر، وأضافت أن العدالة ستستمع إلى دان فراند كمسؤول في إدارة أوباما حول مستجدات القضية ورأي السلطات الأمريكية في إمكانية ترحيل سعيد بن محمد. ويُذكر أن فارحي سعيد بن محمد، البالغ 49 سنة، أطلق سراحه بعد أربع سنوات من مرافعات قانونية متتالية، ومكث 7 سنوات في معتقل غوانتنامو. واعتُقل بن محمد في باكستان سنة 2002، وهُرّب من أفغانستان إلى الأراضي الباكستانية مع بداية الغزوالأمريكي لأفغانستان في2001، وسُلّم بعدها للقوات الأمريكية ونُقل في نفس السنة إلى معتقل غونتنامو. واتهمت وزارة الدفاع الأمريكيةالجزائري بن محمد على أساس أنه كان يعيش بطريقة غير شرعية في إيطاليا وستخدم جواز سفر فرنسي مسروق، وبالإقامة في أحد المنازل التابعة لتنظيم القاعدة في أفغانستان، وأسقطت التهم كلها عنه بمرافعة من المحامي الأمريكي كوهين، وهومن أكد أن بن محمد لم يقاتل في أفغانستان ولا في باكستان، ولم يحمل سلاحا قط، منذ أن أدى خدمته الوطنية في الجيش الجزائري، ما دفع القاضية كيسلر إلى إطلاق سراحه. ورفع بن محمد دعوى قضائية ضد السلطات الأمريكية، بعد إطلاق سراحه، بدعوى عدم قانونية اعتقاله، ورفض المعتقل الجزائري السابق بغوانتاناموالتنازل عن دعواه، وقال إنه سيلاحق المسؤولين الأمريكيين عن كل مشكل تعرض له منذ اعتقاله في باكستان.