برأت محكمة جنايات العاصمة أمس، شقيقان "ب. محي الدين" سائق بشركة صينية و"ب. عز الدين" بالوكالة الوطنية للفضاء من تهمة السرقة والخطف والاحتجاز والانتماء إلى جماعة إرهابية كانت تنشط خلال العشرية السوداء بمنطقة الشراعبة، ومشاركتهما في اختطاف شخص في حاجز مزيف وتعريضه للتعذيب بسلك كهربائي واقتلاع أصابعه، إضافة إلى تزويدها ب14 قارورة غاز بوتان استعملت في صناعة القنابل، وجاء هذا الحكم، بعدما التمست النيابة العامة عقوبة 20 سنة سجنا نافذة في حقهما. حسب ما دار في جلسة المحاكمة أمس، وقائع القضية تعود إلى سنة 1995 عندما انتقل المتهم "محي الدين" من مقر إقامته بالمرادية إلى بلدية الشراعبة للسكن بجوار شقيقه المتهم الثاني في الملف "عز الدين"، حيث قام باستئجار منزل بالمنطقة ملك للضحية "ر، مصطفى" الذي اكتشف بعد فترة اختفاء 14 قارورة غاز بوتان مملوءة إلى جانب أغراض أخرى. وأضاف الضحية "ر.مصطفى" في معرض تصريحاته أنه بعد الحادثة اتصل به جاره "ب. طاهر" واخبره أنه شاهد المستأجر الجديد يتعامل مع الجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر على المنطقة التي تحولت إلى بؤرة توثر، وطلب منه أن يحتاط ويتخذ الإجراءات اللازمة كونه ضبطه يسلمهم قارورات غاز بوتان، ليقوم الضحية بعدها باتهام المستأجر بالسرقة لتنشب بينهما مناوشا كلامية، انتقل بعدها المتهم "ب.محي الدين" للإقامة في مكان آخر، وخلال تلك الفترة تم اغتيال المسمى "ب. طاهر" من طرف الجماعات الإرهابية، وبعد مدة اتصل به المتهم هاتفيا وهدده بالقتل في حال تنقله إلى منطقة الشراعبة، غير أن الضحية لم يكترث للتهديد وتنقل إلى المنطقة شراعبة رفقة ابنه وزوجته يوم 27 أفريل 1995، وفي طريق العودة أوقفه ثلاثة أشخاص وقاموا بتكبيله بأغلال، ثم نقلوه إلى عيادة مهجورة وسط صراخ أفراد عائلته، والتقى هناك بحوالي 12 إرهابيا. وصرح الضحية أن الجماعة الإرهابية أجلسته بالقوة على صفيحة ساخنة وعذبته بسلك كهربائي.