تشهد مختلف محطات النقل البري بولاية بومرداس، نقائص وسلبيات أثرت على راحة المواطنين، يضاف إليها تصرفات بعض السائقين، الذين لا يحترمون خطوط النقل، إلى جانب المناوشات المستمرة مع القابض في الحافلة، ومديرية النقل تحصي وضع أزيد من 200 حافلة في المحشر. صرح بعض مرتادي محطات النقل ببومرداس، أن جلها يعرف نقائص، من أبرزها فوضى التسيير السائدة وسوء التنظيم بسبب عدم اعتماد أخصائيين في إنجاز دراسات المحطات، إلى جانب انعدام التهيئة والإهمال وغياب قاعات للانتظار، الإنارة العمومية ودورات المياه، وعدم تجهيزها بوسائل الإعلام لتوجيه المسافرين وتدهور حالات الأرضية والأرصفة والمواقف المغطاة. كما أكدوا انعدام النظافة بسبب عدم توفر حاويات القمامة، والصيانة وتوقف النشاط بالمحطات قبيل الساعة الخامسة مساء، وعدم توفر شروط الأمن للراجلين وعدم الأخذ بعين الاعتبار لخصوصيات ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن. وتعد محطتا النقل ببلديتي بودواو وبرج منايل مثالا حيا عن معانات المواطنين والأصحاب الحافلات نضرا لاهتراء أرضيتهما حيث تتحول في فصل الشتاء إلى برك من المياه وأرضية طينية يصعب المشي فيها وغياب النظافة والأمن، ويشتكي الناقلون في محطة بودواومن ضيق المساحة مما صعب عليهم عملية ركن مركباتهم وكذا الدخول والخروج، إلى جانب غياب المواقف المغطاة التي تقي من حرارة الشمس والإمطار، إضافة إلى غياب مواقف قارة للناقلين للتوقف عندها بدل من الرضوخ دائما إلى طلبات المسافرين. وتسجل نفس النقائص السابقة بمحطة عاصمة الولاية بومرداس، التي تمثل الواجهة الأولى لزوار هاته الولاية الساحلية، التي يغيب عنها الآمن والنظافة وحتى الإنارة العمومية، ناهيك عن اهتراء أرضيتها التي أصبحت ترابية، أما محطة نقل المسافرين ببلدية زموري الساحلية أيضا فقد احتل جزء كبير منها الباعة الفوضويين لعرض سلعهم المتنوعة من خضر وفواكه وغيرها، دون الحديث عن النفايات التي يخلفها التجار الفوضويون والتي تتسبب في إزعاج المسافرين والمتنقلين عبرها، وبالرغم من تزفيت السلطات لأرضيتها غير أن هذا الإجراء لم يحل جميع النقائص المسجلة فيها وحتى بلديات خميس الخشنة وأولاد موسى وأولاد هداج يعاني مواطنوها من نفس الوضع. محطات نقل عبارة عن مواقف على حواف الطرقات وإن توفرت محطات نقل في البلديات السابقة، إلا أن معظم البلديات والدوائر الأخرى في الولاية تغيب عنها محطات نقل المسافرين، بل تتوفر على مجرد مواقف على حواف الطرق الوطنية على غرار الطريق الوطني رقم 12 ورقم 05، وتعد بلدية يسر أحدى البلديات الفقيرة لمحطة، بل يوجد فيها موقف يتوسط المدينة أرضيته مهترئة لقدم عملية التزفيت واحتل الباعة الفوضويون جزء كبير منه استغلوه في عرض منتجاتهم لإغراء المارين من المحطة من خضر وفواكه وأواني منزلية وحتى الملابس هذا الآمر الذي سبب استياء كبير لسكان البلدية. أما بخصوص التنقل إلى عاصمة الولاية والجزائر العاصمة فإن الحافلات المخصصة لذلك تركن بمحاذاة الطريق الوطني رقم 12 وتعرف نقص كبير خاصة بالنسبة للجزائر حيث يضطر المواطنون لانتظار حافلات الولايات الأخرى القادمة من تيزي وزووالتي لا تأتي دائما خاصة في بداية الأسبوع، في حين حافلات التي تربط ببلدية بومرداس فأشار بعض السكان إلى نقصها. فيضطر المواطن للتنقل إلى بلدية برج منايل من أجل سلك هاته الوجهة. ونفس الأمر بالنسبة لبلدية الناصرية التي ينتظر المواطنون على حافة الطريق الوطني رقم 12، مع تحمل نفس المعانات السابقة وهوما زاد في تذمر المواطنين دائما بسبب اهتراء المواقف وقلة خطوط النقل التي تربط ببعض البلديات وبعاصمة الولاية. أما في بلدية بني عمران فتركن الحافلات على حافة الطريق الوطني رقم 05 تحت أشعة الشمس الحارقة صيفا، والأمطار الغزيرة شتاءا، في حين تركن الحافلات في بلدية دلس على حافة الطريق بمحاذاة مقر الدرك الوطني، وسط غياب مختلف الخدمات الضرورية، وحال بلدية شعبة العامر وتيمزريت لا يختلف كثيرا. مركبات النقل انتهت فترة صلاحيتها وفيما يتعلق بوسائل النقل المستعملة، في تنقل المواطنين، صرحوا أنها هي الأخرى تشهد نقائص متعددة تتمثل أبرزها في قلة نظافة المركبات، واهترائها كون عمرها يزيد عن 30 سنة، وخاصة تلك التي تعمل عبر خط برج منايل_يسر، وزموري _ سي مصطفى، وهومازاد في معانات المسافرين في ولاية بومرداس. مناوشات يومية وعدم احترام الخطوط تعرف تنقلات المواطنين يوميا داخل الحافلات، حدوث مناوشات بين المسافرين والقابض لعدة أسباب أهمها بسب سلسلة المواقف التي تمر عبرها الحافلة للوصول إلى نهاية الوجهة المقصودة، خاصة عبر خطوط البلديات الشرقية، حيث تستغرق الحافلات أكثر من وقتها القانوني، بسبب توقفها الكبير دون مراعاة للمواطنين وانشغالاتهم، إضافة إلى الاختناق المروري الذي تشهده منطقة تيجلابين ومدخل مدينة بومرداس، وما زاد من حجم المعاناة انعدام أي وسيلة نقل أخرى للولاية كالقطار الذي تشكل مدينة الثنية أول وأخر محطة له. هذا الأمر يسبب تذمر المواطنين يوميا، خاصة العاملين منهم حيث صرح أحدهم أنه يصل متأخرا يوميا إلى مقر عمله بسبب هذا الوضع الذي يتكرر كل يوم، كما أبدا السكان استغرابهم من تصرفات بعض أصحاب الحافلات التي وصفوها" باللامبالاة" حيث يتوقف أكثر من الوقت المحدد في المواقف، مع إلغاء محطة القطار بالثنية إلا في حالة شغر الأماكن، كما يتجنبون العمل إلى مدينة بومرداس في حالة الازدحام المروري في منطقة تيجلابين خاصة في الصباح ويكتفون بالثنية فقط،أما في المساء فيغيبون عن العمل في أوقات مبكرة خاصة في فصل الشتاء،ويكتفوا بالعمل إلى محطة الثنية وأمام محطة القطار، باحثين عن الربح السريع دون الالتفات إلى راحة الأشخاص. تقرير أسود للجنة تهيئة الإقليم والنقل رفعت لجنة تهيئة الإقليم والنقل للمجلس الشعبي الولائي لبومرداس، في دورتها السابقة، تقريرا أسود حول وضعية النقل البري للمسافرين بالنظر إلى الحالة المتدهورة جدا للمحطات الرئيسية الأربعة المتواجدة في كل من بومرداس، بودواو، برج منايل وخميس الخشنة إلى درجة وصفها بالمواقف، في حين صنّفها أعضاء اللجنة بغير الصالحة تماما ولا تليق بمقام الولاية وكرامة المسافر، حيث كشف التقرير عن غياب تام لأدنى شروط الخدمة والراحة للمسافر بسبب اهتراء الأرضيات ولا وجود لمحطات برية لنقل المسافرين وإن وجدت فهي عبارة عن أرضية لتوقف الحافلات تسود فيها الفوضى، سوء التنظيم، انعدام التهيئة والإهمال، غياب الأمن، الإنارة، مخابئ المسافرين ودورات المياه..يؤكد التقرير الذي كشف أيضا أن حوالي 90 بالمائة من الحظيرة الحالية للمركبات المقدرة ب 3547 حافلة غير صالحة للسير، منها 2067 عمرها يزيد عن عشر سنوات وتشكل خطرا على المسافرين. وأكد أعضاء اللجنة، أن قطاع النقل بولاية بومرداس تسوده فوضى كبيرة بالنسبة للناقلين والوسائل المستعملة، كغياب الرقابة والمتابعة اليومية نتيجة التحايل والتوقف المطول بالمواقف، عدم انتظام مستغلي خدمات النقل في العمل وعدم احترام التوقيت والوقوف العشوائي بالطرقات وعدم إتمام وتغيير المسلك، إضافة إلى عدم احترام الأحكام المتعلقة بممارسة نشاط نقل الأشخاص والعمل بدون رخص، وكلها اتهامات تفنن أعضاء المجلس في توجيهها إلى القائمين على قطاع النقل بولاية بومرداس، متسائلين عن دورهم وسط كل هذه الفوضى التي يتخبّط فيها قطاع حساس، وعدم انجاز المشاريع في وقتها منها محطة النقل لبومرداس التي سجلت في المخطط 2005 / 2009 ولم تر النور لحد اليوم.، وعليه رفعت اللجنة عدة توصيات منها الإسراع في إنجاز هاته المحطات المبرمجة وإعادة تهيئة محطات النقل، وتسجيل لمحطات أخرى في البلديات المتبقية لأهمية المنشآت في تنظيم النقل والارتقاء به، وتدعيم الخطوط بوسائل نقل جديدة لقاطة-بومرداس، سي مصطفى،زموري،دلس وبومرداس، وتمديد أوقات عمل لوسائل النقل الجماعي والانضباط في العمل،تكثيف المراقبة والتفتيش والمتابعة من طرف كل المصالح المعنية. مشاريع مسجلة وميزانية الإنجاز غائبة وفي رده على التساؤلات السابقة أكد مشري الوناس رئيس مصلحة مكلف بشؤون مديرية النقل، عن انتهاء الدراسات للمحطات الحضرية على مستوى (بومرداس، بغلية أولاد هداج، بودواو، بني عمران، زموري، شعبة العامر)، وفي حين بقيت الناصرية وسي مصطفى بسبب تغيير الأرضية، وبسبب غياب الغلاف المالي لم تنطلق الأشغال، كما توجد دراسة ل03 محطات برية الدراسة جارية (خميس الخشنة، دلس وبودواو)، وجود عدة مشاريع مسجلة منها 04 أقطاب محولة، متعددة الخدمات، انطلقت الدراسة في بلديات برج منايل، يسر، الثنية، ماعدا بلدية تيجلابين، إلى جانب 03 محطات حضرية في أولاد هداج، سيدي داود وحمادي، يتوفر مبلغ دراستها وانجازها 18 مليار سنتيم الذي تدعمت به خلال زيارة الوزير الأول للولاية، مدرستين لتعليم السياقة على مستوى خميس الخشنة وزموري أكملت دراستها، وواحدة منها مسجلة للانجاز، في حين أوضح أن مخططات النقل لمدينة بومرداس الذي أسند لمكتب دراسات عمومي، قصد تسهيل حركة السير، غير أنها لم تضف أي شيء جديد. إيداع أزيد من 200 حافلة المحشر أما بخصوص الفوضى اليومية التي تشهدها خطوط النقل الولائية والبلدية، وغياب الرقابة وأعوان التفتيش عن المحطات، أوضح نفس المسؤول "أن المديرية حاليا تعاني من نقص في المفتشين، حيث بقي سوى عونين بعد إحالة بعضهم على التقاعد، يؤديان عملهما بالمكتب والقيام وزيارات ميدانية، مضيفا لا نستطيع تغطية كافة المحطات والخطوط بهذا العدد، في وقت نعاني من غياب الإمكانيات ووسائل النقل، وأصبحنا نعتمد على إمكانياتنا الذاتية في التنقل. وأكد المسؤول صعوبة السيطرة على أصحاب حافلات نقل المسافرين، واصفا إياهم "بمافيا النقل"، ويجب تضافر الجهود والفعاليات، مؤكدا بوجوب حل فعال لتنظيم هذا القطاع مؤكدا أن نزع رخصة السياقة ليس حل نهائي لأنه يؤثر على المسافرين ويسبب نقص الحافلات، مضيفا أنه تم وضع في سياق ترهيب السواق أزيد من 200 حافلة في المحشر منذ بداية السنة الجارية.