انتقد الأمين السابق لحركة النهضة فاتح ربيعي، الأنانية الطاغية على الأحزاب، التي يفتقر معظمها لرؤية ومشروع سياسي هادف، وانحصر دور بعضها في رد الفعل الذي عجزت عن صنعه، في حين تسعى أخرى لامتلاك الحكم واهتمامها بالشأن الداخلي على حساب قضايا المجتمع مثل الأفلان، واتهم الأحزاب الإسلامية بالمجازفة بمفهوم جوهري في المجتمع دخلت به المعترك السياسي بدل أن تبقيه بعيدا عن التلاعبات. قال فاتح ربيعي، خلال مداخلته في ندوة حول المنظومة القيمية للتحول الديمقراطي، في إطار أشغال اليوم الثالث للجامعة الصيفيىة لحركة النهضة، إن عدة عوامل داخلية وخارجية، أوصلت الجزائر لطريق مسدود، وبات بلدا عاجزا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، ومن بين هذه الأسباب خروج الأحزاب عن مسارها السياسي وافتقارها إلى انتظام العلاقة فيما بينها، ما يجعلها تطرح نفسها ضمن فرضية الإحتلال في مكان الآخر، وأشغلها النظام لضرب بعضها البعض، واعتمدت على مقتضيات السلطة وحاجياتها، فولدت معظم الأحزاب من رحم السلطة، وهي تسعى اليوم لإمتلاك الحكم بدلا من السعي له، مثل ما يحدث مع جبهة التحرير التي طغى اهتمامها بشأنها الداخلي على حساب القضايا الجوهرية للأمة، ناهيك عن عدم وجود التداول على المسؤولية. وبالنسبة للأحزاب الإسلامية، قال ربيعي، إنها جازفت بمفهوم جوهري في المجتمع، ودخلت به المعترك السياسي بدلا أن تبقيه بعيدا عن التلاعبات السياسية، وهي شعارات الإسلام وإقحام دعاة وأئمة غير مؤهلين للعمل السياسي، أفقدهم حاضنة شعبية كانوا يتمتعون بها. ومن بين أسباب ضعف النظام، يرى ربيعي، فتح المجال لفئات علاقتها بالمجال السياسي ومصالحه فتسلق الفاسدون وتموقعوا في صنع القرار داخل الأحزاب الجزائرية وخاصة المتواجدة في السلطة للاستفادة من المناصب. من جهته، وزير التجارة الأسبق الهاشمي جعبوب، تطرق بالحديث إلى البحبوبحة المالية التي عاشتها الجزائر وعدم استغلالها لإحداث نقلة نوعية للخروج من اقتصاد الريع البترولي إلى اقتصاد منتج غير مربوط بتقلبات السوق الدولية، وطرح مشكل اليد العاملة المؤهلة التي يمكن أن تكون داعما رئيسيا في العملية وكذلك مشكل العقار الذي لم يجد له حل لحد الساعة.