تواصل تنسيقية الإنتقال الديمقراطي محاولة إنقاذ سفينة المعارضة من الغرق بعد هزات متتالية، وخرج القادة المجتمعون ببيت جاب الله بوثيقة جديدة ومقترح سيُدرس أكثر، أطلقوا عليه إسم "ميثاق شرف"، يدعو أحزاب المعارضة المنضوية تحت التنسيقية الوطنية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، إلى وقف "حرب الزعامات" داخلها. الوثيقة في حد ذاتها تكشف جوهر المشكل المطروح داخل بيت التنسيقية، فلم تنجح الأحزاب المتكتلة من تجاوز إيديولوجياتها وتياراتها المختلفة، ولا زال الخلاف حول من يحكم المجموعة أو يتزعمها أو يتحدث أولا باسمها، موجودا. وجاء الاجتماع الأخير ليذيب الثلج بين جاب الله ومقري بعد قطيعة سريعة وغاضبة، بسبب اختلاف في المواقف من المشاورات مع السلطة، وسجل الاجتماع حضور جميع أحزاب المعارضة والمنضوية تحت لواء التنسيقية، في محاولة لتلميع صورة تكتل سياسي معارض، كثر الحديث عنه مؤخرا، بسبب صدامات سياسية بين مكوناته. ووضع هذا الاجتماع الخطوط العريضة لميثاق شرف يُلزم الأحزاب على الانصياع للآليات الجديدة التي ستعتمدها المعارضة لضبط نشاطها الداخلي. وقال عمر خبابة، القيادي في جبهة العدالة والتنمية، إن ميثاق الشرف لا يعدو أن يكون مجرد مقترح عقب الخلاف الذي نشب بين عبد الرزاق مقري وعبد الله جاب الله، على خلفية لقاء مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى بقصر المرادية، والذي هدد بتفكيك تكتل أحزاب المعارضة. وأضاف أن حضور جميع الأحزاب الإجتماع من شأنه أن يقوي صورة المعارضة أمام الرأي العام، والتي تضررت بسبب حساسية بين الحزبين. وقالت التنسيقية في بيان لها، عقب الإجتماع، إن المجتمعين درسوا مستجدات الوضع السياسي والاقتصادي للبلاد، و"بعد مناقشات واثراءات جادة ومسؤولة أكدوا على ضرورة التمسك بالعمل السياسي المشترك في إطار التنسيقية، ووثيقة مزفران، كحل للأزمة السياسية في البلاد"، وجددوا تحذيرهم من "خطورة الوضع في البلاد والدعوة إلى انتقال ديمقراطي متفاوض عليه يُجنب البلاد الخطر القادم". وركز المجتمعون على عمل التنسيقية فيما يخص برنامج الدخول الإجتماعي الذي بدأت ملامحه تلوح في الأفق. وفي الأخير اتفق القادة على "مواصلة العمل بانسجام كامل يضمن تحقيق الأهداف المشتركة المتفق عليها".