لم ييأس رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، من إمكانية تحقيق قطب إسلامي قادر على مجابهة التيارات السياسية الأخرى، بالرغم من اتفاق الكثير من المتابعين على فشل محاولته الأولى، التي أطلقها قبل نحو ثىثة أسابيع من الآن. وفي هذا السياق، برمج جاب الله اجتماعا ثانيا لأبرز الوجوه المحسوبة على التيار الإسلامي، خلال أيام 19 20 و21 من الشهر الجاري ببلدية الشط، بولاية الطارف، وذلك بحضور حوالي 700 شخصية إسلامية يتوزعون على 5 و رشات، من بينهم قياديين بحركة مجتمع السلم . و يأمل جاب الله في استدراك ما فات، معتبرا هذا الموعد موجه لمن يعتبر نفسه مدافعا عن المشروع الإسلامي، في محاولة بدا منها أنه يرفض توجيه الدعوة لقادة الأحزاب والشخصيات الاسلامية المعروفة في الساحة السياسية. وكان الاجتماع الأول قد غابت أنه أبرز الوجوه اللإسلامية ولا سيما النشاطة سياسيا، وبينما استبق صاحب المبادرة التأكيد على أنه لم يوجه الدعوة للشخصيات الاسلامية المتحزبة، حتى لا يقذف بالفشل في حال غيابهم، أجمع غرماؤه في التيار الإسلامي على أنهم غير معنيين بالمبادرة، حتى ولو دعوا إليها. وبات واضحا أن بين جاب الله وبقية الأحزاب السياسية المحسوبة على التيار الإسلامي، بون شاسع في الرؤى والأهداف، ليس بسبب اختلاف المشروع وإنما بسبب التنافس وحرب الزعامات، وتكون هذه الخلافات الصامتة قد تجلت من خلال رفض حزب جاب الله الالتحاق بمادرة تكتل الجزائر الخضراء في العام 2012، اعتقادا منه بأنه سيكون له شأن كبير في الانتخابات التشريعية التي جرت في السنة ذاتها، بحسب غرمائه، غير أن النكسة التي تعرضوا لها جميعا، والتي كانت أقسى على جاب الله أخلطت حسابات الجميع. و بخصوص برنامج العمل الذي ستفتتح أشغاله صباح الغد في حدود العاشرة، سيتم تنظيم محاضرات و ندوات في الفترة المسائية و مداخلات لكل من عبد الله جاب الله، و محمد بولحية، و الدكتور قرفي عمار و غيرهم، و ستناقش ورشات العمل الواقع السياسي و الإجتماعي و مختلف القضايا الراهنة بالبلاد، و جدد المتحدث أن البرنامج موجه للجميع دون إستثناء و لا إقصاء و لا مفاضلة. وينظر الإسلاميون الذين يرفضون مسايرة جاب الله والالتحاق بمبادرته، على أن ما يقوم به الرجل من محاولات للم شمل التيار الإسلامي، إنما جاءت متأخرة، وبعد أن أصبح خطابه لا يجمع، وبالتالي فهو يهدف، بحسب غرمائه من الإسلاميين، إلى الوصول إلى قطب أو بالأحرى تكتل، على شاكلة تكتل الجزائر الخضراء، تحسبا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، غير أن نتائج اللقاء الأول يبدو غير مشجع على الإطلاق، فهل سينجح الرجل في جمع ما عجز عن تجميعه في اللقاء الأول بولاية الطارف هذه المرة؟