أصيب الفلاحون في العديد من مناطق ولاية المدية التي تشتهر بزراعة القمح ومشتقاته كمنطقة بني سليمان الواقعة شرق الولاية ، وعين بوسيف في الجنوب بالخيبة وهم يتفاجؤون بفراغ السنابل عبر حقولهم عند انطلاق عملية الحصاد الموسمي . مما حولها في نظرهم إلى مجرد أعلاف ومساحات رعوية لمواشي البدو الرحل لتتعالى خشية الفلاحين خاصة بجنوبالمدية وغربها وبسهول شرقها من اتساع رقعة ''السنابل الجوفاء داخل المساحات الشاسعة التي تم زرعها بالحبوب مع مباشرة حملة الحصاد والدرس التي شرع فيهما بمناطق جنوب وغرب الولاية . وأرجع غالبية الفلاحين المشكل إلى موجة الحر التي دامت طوال شهر أفريل مما أعاق اكتمال نمو المحاصيل وميلها إلى الاصفرار وكذا أرجعوا السبب إلى أسراب الطيور التي استوطنت الحقول لأسابيع ملتهمة محتوى السنابل اليافعة . أما آخرون فيتمسّكون باتهام ما يسمونه البذور السورية التي يقولون إنهم حصلوا عليها من التعاونيات المختصة بداية الموسم الفلاحي وتبين لهم أنها غير مجدية ولا تتساوى من حيث جودتها نوعية قمحهم الذي قاموا بصبّها في مخازن تلك التعاونيات نهاية الموسم الفلاحي الماضي . كما لم يخف فلاحون من غرب الولاية تعرض مساحات مهمة إلى مختلف الأوبئة النباتية المهلكة للمنتوج خاصة الآفة التي يسمونها الكحل وهي طفيليات تحول لون السنابل إلى اللون الرمادي الداكن. ولعل ما ينذر بمحصول غير مجد كمّا ونوعا يقول أحد الفلاحين تراجع أسعار خدمات آلات الحصاد رغم ندرتها حتى الساعة بالمنطقة مما يوحي بعدم رغبة العديد من أصحاب المساحات المزروعة في تكلفة أنفسهم بحملة حصادها سوى كأعلاف للماشية. وبذلك يبقى إسهام ولاية المدية في تحقيق سقف ال70 مليون قنطار المتوقعة من طرف وزارة الفلاحة كمحصول لهذه السنة من مختلف الحبوب على المستوى الوطني مرتبطا بهذه المخاوف خاصة حيال تهديدات الأوبئة المعروفة بطفيليات صدأ الحبوب التي حذرت منظمة الفاو الدولية من تفشيها في أغلب المناطق المعتدلة ومنها شمال إفريقيا حسب تحذيرات العديد من مهندسي الفلاحة بالولاية .