آلمني كثيرا ما قرأته في تعليقات لقراء مغربيين، أعقبت خبرا نشره موقع إلكتروني مغربي حول توقيف إبن برلماني جزائري في مدينة وجدة المغربية، ضبط متلبسا بترويج أوراق نقدية مزورة من فئة أورو. تعليقات القراء، لم تكن جارحة للمزور الموقوف، بقدر ما كانت جارحة ودامية للجزائر وسمعتها ومسؤوليها. وتحولت الصفحة إلى "محاكمة" أخرى للجزائر ولنظامها السياسي المتهاوي. أحدهم، بل أكثرهم كتبوا معلقين "ماذا ننتظر من أبناء مسؤولين، أوصلوا بلادهم إلى الهاوية، وجعلوها مقرونة بمصطلح الفساد في المحافل الدولية"! وبقدر ما كانت التعليقات "صائبة" ومعبرة، كانت أيضا صادمة لمن يقرأها بعيون وبقلب جزائري، ومحزنة لمن ينبض في شرايينه الدم الجزائري. بالأمس القريب، كانت مثل هذه المواقع الإخبارية، تنشر أخبارا عن الجزائر، تدخل من خلالها الفرحة في قلوبنا، عندما تتحدث عن بطولات جزائرية في الخارج، وإنجازات في الداخل، وكانت تقدم الجزائر لقرائها في العالم بوصفها بلد البطولات و"الرجالة"، وها هي اليوم "المواقع نفسها" في عهد العزة والكرامة، تعيرنا بالسراق ورموز الفساد، وتحذر من الاحتكاك "بنا" بالصيغة نفسها التي يعتمدها أطباء الأمراض الجلدية عندما يحذرون زبائنهم من الاحتكاك بمرضى الجرب! رغم كل هذا، لا ألوم إخواننا المغاربة، إنما ألوم ولاة أمورنا الذين أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه.