قد تكون الجزائر، هي البلد الوحيد في العالم ، أين يتمتع المسؤول بملكية الحقيقة المطلقة غير القابلة للنقاش. وللإعلام الجزائري دور كبير في هذه " القاعدة" الموروثة عن غياب الديمقراطية. يحدث أن تطرح قضية ما ، تثيرجدلا في الشارع الجزائري، فيتلقفها الغعلام من باب تنوير الرأي العام، وينقل شهادات وتصريحات لمواطنين لهم علاقة بالموضوع، ومن باب " المهنية"، ينقل أيضا رأي المسؤول الذي يرتبط إداريا بالموضوع، فيلغي ما قيل في الموضوع حتى وإن كانت الشهاداتع والتصريحات التي قيلت بشأنه بلغت عنان السماء، ويقفل الموضوع من باب أن كلام المسؤول هو الحقيقة المطلقة وانه جب ما قبله من أقوال، وهذا ما حدث بالضبط بالنسبة لتصريحات وزير الطاقة، عندما اشتكى أصحاب المركبات من أن الوقود الذي ارتفع سعره، قد قلت قيمته، فقال لهم الوزير، إن حجم تركيز الوقود بقي على حاله، والمشكلة تنطلق من نفسيات المستهلكين الذين لم يهضموا رفع السعر، فأصبحوا يشعرون بأن الوقود أصبح أقل تركيزا، وبطبيعة الحال أقفل الملف، وصدق الجميع كلام الوزير، لأنه آخر الكلام، وفي الإعلام، يعتبر آخر الكلام هو الحقيقة بعينها!