رفضت المصالح القنصلية المغربية منح تأشيرة لرئيس ما يعرف ب"الحكومة القبائلية المؤقتة" ومؤسس حركة "الماك"، فرحات مهني، لحضور مهرجان "تيمتار" ال13 المقام بمدينة أغادير، بدعوة من منظمات أمازيغية، ما يثير تساؤلات حول ما أصبحت عليه العلاقة بين فرحات مهني والمغرب، وكانت دبلوماسية المملكة تدعمه في الأممالمتحدة وتساند أطروحة "انفصال منطقة القبائل". وقالت مواقع الكترونية قريبة من حركة "الماك"، أمس، أن "فرحات مهني تمت دعوته من منظمات أمازيغية مغربية إلى مهرجان "تيمتار" لكنه لم يتمكن من الحصول على تأشيرة سفر من المصالح القنصلية المغربية بفرنسا"، دون ذكر أسباب هذا الرفض، ولفتت إلى أن "فرحات مهني يمتلك جواز لاجئ سياسي" منحته له السلطات الفرنسية. ويعتبر منع مؤسس حركة "الماك" من دخول المغرب تطورا ملحوظا في علاقة حكومة عبد الإله بن كيران، مع الانفصالي، ما يكشف تناقضا في مواقف المغرب الذي يدعم "انفصال منطقة القبائل" في الأممالمتحدة، كما أن فرحات مهني كان يستقبل استقبالا حارا بالمغرب من الحركات البربرية الناشطة بشكل كبير في هذا البلد. وتزامن وضع فرحات مهني في خانة "غير المرغوب فيه بالمغرب" مع زيارة قام بها وفد رسمي مغربي إلى الجزائر ضم الوزير المنتدب للشؤون الخارجية المبعوث الخاص لملك المغرب، ناصر بوريطة، الذي استقبله الوزير الأول، عبد المالك سلال، ومدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات، ياسين المنصوري الذي التقى بالمستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالتنسيق بين أجهزة الأمن، عثمان طرطاق. وقد فُهم من هذه الزيارة التي حمل فيها مبعوث الملك محمد السادس رسالة من هذا الأخير للرئيس بوتفليقة، أنها محاولة للتقرب من الجزائر بسبب رغبة المغرب في العودة إلى الاتحاد الإفريقي. ويدرك المغرب أن أي تقارب مع الجزائر يوجب التفاهم على قضايا تعتبرها الجزائر إستراتيجية لاسيما دخول أطنان من المخدرات من الأراضي المغربية إلى الجزائر، وتسلل أشخاص إلى الأراضي الجزائرية بعضهم مشتبه برغبة في الالتحاق بجماعات إرهابية بليبيا. وقد تعني هذه الخطوة أن أي تقارب في العلاقات بين البلدين يمر عبر وقف دعم المغرب لانفصاليي "الماك".