أثار حفل تكريم المتفوقين في شهادة البكالوريا الذي أشرف عليه الوزير الأول عبد المالك سلال، بقصر الشعب غضب عدد كبير من المتفوقين في شهادة البكالوريا بمعدلات 17 فما فوق، و أغرقوا صفحة وزيرة التربية على موقع "فايسبوك" بالرسائل متسائلين عن سبب إقصاء متفوقي ولايات الجنوب من التكريم. سجلت صفحة وزيرة التربية نورية بن غبريط أمس رقما قياسيا في تفاعل المتفوقين في البكالوريا و عائلاتهم، و اختلفت التعليقات بين مهنيء و ناقم، حيث إرتأى العشرات تهنئة المكرمين من خلال صفحة الوزيرة و شكرها على مجهوداتها التي بذلتها خلال السنة و نجاحها في تجاوز التحديات والرهانات التي واجهتها طيلة الموسم الدراسي، و من جهة أخرى تسبب حفل تكريم المتفوقين في إثارة غضب عدد من الناجحين خاصة بولايات الجنوب، و لم يجدوا وسيلة للتعبير عن استيائهم سوى الدخول لصفحة الوزيرة والتعليق مباشرة، متهمين الوزيرة بممارسة " سياسة الإقصاء لعدد كبير من الناجحين بمعدلات تقديرية"، و من بين المتفاعلين، طالبة من ولاية تقرت متحصلة على شهادة البكالوريا بتقدير جيد جدا بمعدل 17.61 كتبت في تعليقها " تفوقت بالرغم من اجتيازنا للامتحان و نحن صيام في شهر رمضان في درجة حرارة تفوق 50 درجة، لم نتلق أي تكريم للمجهودات المبذولة لا من طرف مسؤولي البلديات و الولاية و الوزارة الموقرة ...و بالمقابل يكرم تلاميذ الشمال حتى أصحاب معدل 16 الذين اجتازوا الامتحان في جو بارد ..إذ أنهم يحظون بالتكريم في قصر الشعب ....شهرزاد بنت الجزائر". وفي تعليق آخر قال أحد الطلبة" أين المتفوقون في الباك في الولايات الصحراوية أم أنهم لم يجتازوا الإمتحان، أين هم متفوقو أدرار، ورقلة،غرداية، بشار، تندوف، اليزي ،تمنراست و الأغواط؟ أمر محير 14 ولاية لا يوجد فيها متفوق واحد ، هناك مشكلة أم ماذا؟" وعلقت سيدة أخرى "سيدتي الوزيرة، التلميذ عبد الرحمان طايبي المتحصل على أعلى معدل في ولاية بشار 18,08 تخصص علوم تجريبية .. لماذا لم يكرم في الحفل علما أنه تم تكريم آخرين بمعدلات 17 من نفس التخصص، ولا توجد حتى ولاية من ولايات الجنوب، أرجو من معاليكم الرد"، ووسط ثورة الغضب التي اعترت عشرات الطلبة المتفوقين الذين لم يكرموا فضل غيرهم التعليق على حفل التكريم بطريقتهم الخاصة، وتساءل أحدهم يقول " تكريم المتفوقين الحاصلين على 19:50 في الفلسفة ما شاء الله، لو يعود أرسطو يوما لانبهر وقرر أن يعيد دراسة الفلسفة على أيديهم و هم تلاميذ علوم تجريبة ورياضيات" . كما تساءل عدد كبير عن مصير الراسبين المقصيين، و اتهموا الوزيرة باحالتهم على الشارع في أصعب مرحلة من حياتهم ليكونوا ضحيا المخدرات والآفات الإجتماعية. وحملت التعليقات عدة أسئلة للوزيرة بخصوص مسابقة التوظيف و دورة بكالوريا 2017، حتى إن إحدى الناجحات في البكالوريا سألت الوزيرة عن الوثائق التي يجب استخراجها للتسجيل أم أنها تكتفي ببطاقة التعريف البيومترية، ولعل تفاعل الوزيرة مع الطلبة على صفحتها الخاصة وردها على كل الأسئلة التي تردها على صفحتها شجع المئات على التواصل معها مباشرة، دون تكليف أنفسهم عناء البحث أو الإستفسار في جهات أخرى، وهو ما جعل صفحة الوزيرة منذ الإعلان عن شهادة البكالوريا من بين أكثر الصفحات تفاعلا، ولا تتردد الوزيرة في الرد على مختلف الأسئلة، وهي الخطوة التي استحسنها الكثير.