كم طولك ؟ حدثينا عن والدك الأسمر، الفريق الوطني و أسئلة أخرى استفزازية منشور وزاري يرفض المترشّحين الأحرار فوق سنّ ال 24 كم هو طولك و كم في حقيبتك من مال و بكم اشتريت خاتمك ؟ والدك أسمر أم أبيض و لماذا تزوج والدك الأسمر بأمّك البيضاء؟. أذكر لنا لاعبا من فريقنا الوطني، حدثنا عن سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم، زوجاته و بناته، أعرب و إقرأ نصا شعريا جاهليا و آتينا ببيت شعري عن الكرم يا كريمة ، من أين تنبع الحمامات الساخنة و كيف يتمّ التعامل مع الطفل العنيد و المشاغب . كانت هذه بعض الأسئلة التي تفاجأ لها الطلبة الجدد الذين خضعوا إجباريا للمسابقة الشفهية من أجل الالتحاق بالمدرسة العليا للأساتذة . أنهت أمس المدارس العليا للأساتذة ، المسابقة الشفوية الإجبارية في الأطوار الثلاثة و التي كانت قد انطلقت يوم 31 جويلية 2016، و خضع لها ناجحون في " بكالوريا " 2016 تمّ توجيههم إليها . و تفاجأ الطلبة الجدد بعد قبولهم الأولي بأسئلة استفزازية ، و أخرى شبيهة بما طرح على المترشحين لاجتياز مسابقة الأساتذة التي برمجتها وزارة بن غبريط يوم 30 أفريل الماضي من أجل الالتحاق بمنصب 28 ألف أستاذ . خلال تواجدنا بالمدرسة العليا للأساتذة بوزريعة بالعاصمة خلال ثاني يوم للمسابقة ، قمنا برصد آراء الطلبة الجدد للالتحاق بقطاع الطاهر حجار و توديع قطاع الوزيرة بن غبريط . توافد ناجحي "بكالوريا" من مختلف الولايات، مصحوبين بأوليائهم منذ الساعات الأولى خلق حركية بالمدرسة ،غير أن عددا منهم سرعان ما غادر المكان و عاد أدراجه بعدما قطع مسافة كيلومترات، حينما تفاجأ بملف وثائق لم يتم المطالبة بها خلال استخراج وثيقة التوجيهات، حيث اكتفى الموجّهون بعبارة " على المعنيين التوجه إلى المركز المعني لاجتياز المسابقة الشفوية " دون المطالبة بالوثائق ، فيما اضطّر البعض إلى الخروج من المدرسة و دخول أستديو التصوير لالتقاط صور فوتغرافية مطلوبة . و لم تتوقف مفاجأة الطلبة هنا ، حيث اصطدموا بقطاع الطاهر حجار يقضي على آمالهم في الالتحاق بالمدرسة العليا للأساتذة و ضمان فرصة عمل بعد التخرّج، حيث تفاجأت مترشّحة حرةّ تواجدت بعين المكان بمنعها من اجتياز المسابقة الشفوية ، بسبب سنّها الذي يزيد عن ال 24 سنة بعامين بموجب منشور وزاري . فأمام مدخل كل قاعة امتحان ألصقت مذكرة داخلية موقعة من طرف المدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة ، المدرسة العليا لأساتذة التعليم التكنولوجي وهران ، المدرسة العليا لأساتذة القبة ، المدرسة العليا للأساتذة بوزريعة جاء فيها " نظرا للعدد المتزايد للطلبة الحاصلين على شهادة البكالوريا من المترشحين الأحرار في سن متأخرة و نظرا لكون المدارس العليا للأساتذة تكون لقطاع التربية الوطنية ، حيث يتوظف طلبة المدرسة مباشرة بعد تخرجهم ، و استنادا إلى المنشور الوزاري رقم 2 0 الصادر في 16 ماي 2006 ، المتعلق بالتسجيل الأولي و توجيه حاملي شهادة البكالوريا للسنة الجامعية 2006 / 2007 المتضمن الشروط السارية المفعول للالتحاق بمعاهد تكوين معلمي المدرسة الابتدائية و المحددة بالشروط البيداغوجية و سن المترشح المحصور بين 17 و 22 سنة ، و بالرجوع إلى الاتفاقية المبرمة بين وزارتي التعليم العالي و البحث العلمي و التربية الوطنية ، و نظرا لضرورة التوافق في السن بين الطلبة ، اتفقت المدارس العليا للأساتذة الأربع بعد مشاورات ، على تحديد سن الطلبة الملتحقين بالمدارس العليا للأساتذة ب 24 سنة ، أي يجب أن لا يتجاوز سن المترشّح هذا السن"، و السؤال الذي يطرح نفسه هنا " لماذا تم توجيه الطالبة إلى المدرسة العليا للأساتذة في ظل وجود منشور وزاري يضبط سن الطالب المشار إليها ؟ ". و ممّا كان مثيرا للانتباه خلال تواجدنا وسط الممتحنين بقسم الآداب، أن عددا كبيرا منهم كان من ناجحي بكالوريا في شعبة العلوم ، فرغم حصولهم على نقاط ممتازة في المواد العلمية و متوسط في الأدبية ، تمّ توجيههم إلى قسم الأدب العربي بالمدرسة العليا للأساتذة . و إن كانت بعض الأسئلة التي طرحت على الطلبة الجدد الغرض منها استفزازهم و معرفة مدى صبرهم و تحمّلهم، فإن البعض الآخر كان تعجيزيا ، حيث استفسرت إحدى المترشّحات عن مكان تجهله و نسيت اسمه بمجرّد خروجها من قاعة الامتحان ، التي خرجت منها باكية ، كما سألت أخرى عن معنى لقبها " عجاج " ، و وجد آخرون أنفسهم أمام أسئلة تطابق تماما ما طرح على مترشّحي مسابقة الأساتذة 2016 ، بينها " كيف يتعامل الأستاذ مع الطفل العنيد و المشاغب ؟