كثفت الطائرات السورية والروسية ضرباتها خلال الساعات الأخيرة، على مناطق عدة في شمال وشمال غرب سوريا، متسببة بمقتل عشرات المدنيين، تزامناً مع خوض قوات النظام معارك عنيفة في جنوب غرب حلب لاستعادة مواقع تقدمت اليها الفصائل. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان، بغارات مكثفة استهدفت بعد منتصف الليل مناطق في جنوب وجنوب غرب مدينة حلب، حيث تدور معارك عنيفة بين قوات النظام وفصائل معارضة وجهادية. وشنت فصائل مقاتلة بينها جيش الفتح، الذي يضم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) في 31 جويلية هجوماً على جنوب غرب حلب، حيث تمكنت من التقدم في منطقة الراموسة والكليات العسكرية، ما مكنها من كسر حصار كانت قوات النظام قد فرضته على الاحياء الشرقية في حلب. وتدور معارك عنيفة في المنطقة بين الطرفين، اذ تحاول قوات النظام وحلفاؤها استعادة المواقع والنقاط التي خسرتها قبل اسبوع والتي أدت الى قطع طريق امداد رئيسي لها الى الاحياء الغربية في مدينة حلب. وأحصى المرصد مقتل 45 مدنياً على الأقل في الاحياء الشرقية ومناطق تحت سيطرة الفصائل في الريف الغربي، جراء قصف مدفعي وجوي لقوات النظام والطائرات الروسية. كما قتل تسعة اشخاص آخرين على الأقل جراء قذائف اطلقتها الفصائل المقاتلة السبت على الاحياء الغربية في مدينة حلب. وتراجعت حدة القصف على الأحياء الشرقية ليلاً مقابل غارات مكثفة استهدفت جنوب غرب المدينة. وكانت روسيا أعلنت مؤخرا فترات تهدئة انسانية يومياً، من الساعة العاشرة صباحاً حتى الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي يتم خلالها وقف المعارك والقصف. وبحسب المرصد، فإن الغارات والمعارك لم تتوقف لكن تراجعت وتيرتها عما كانت عليه قبل الاعلان عن التهدئة. وباتت قوات النظام تستخدم طريق الكاستيلو شمال المدينة، والذي كان خط الإمداد الوحيد الى شرق حلب، كطريق بديل لإدخال الإمدادات الى الأحياء الغربية فيما تستخدم الفصائل طريق الراموسة لادخال المواد الغذائية الى الاحياء تحت سيطرتها. "خزان بشري" للمقاتلين- وتتزامن المعارك والغارات في حلب وريفها مع غارات كثيفة تستهدف منذ اسبوعين، مناطق عدة في محافظة ادلب المجاورة في شمال غرب سوريا. ونفذت طائرات حربية وفق المرصد صباح أمس غارات على مناطق عدة في المحافظة، أبرزها في مدينة إدلب واريحا وسراقب، وفق المرصد الذي احصى السبت مقتل 22 مدنياً على الأقل جراء اكثر من ستين غارة نفذتها طائرات سورية واخرى روسية. بحسب المرصد، قتل 122 مدنياً على الأقل جراء الغارات السورية والروسية على مناطق عدة في ادلب، منذ منذ بدء هجوم الفصائل في جنوب غرب حلب نهاية الشهر الماضي حتى أمس. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "تكثيف القصف على محافظة ادلب تحديداً مرتبط بكون المحافظة تعد الخزان البشري لمقاتلي فصائل جيش الفتح"، الذي تمكن الصيف الماضي من السيطرة بشكل كامل على محافظة ادلب. وأعلن جيش الفتح في السابع من الشهر الحالي، بعد اسبوع على بدء هجومه جنوب غرب حلب بدء مرحلة "تحرير حلب كاملة". وتشهد مدينة حلب ومحيطها منذ اسبوعين معارك يحشد فيها طرفا النزاع آلاف المقاتلين وهي الاكثر عنفا منذ العام 2012، حين انقسمت المدينة بين احياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة واحياء غربية تسيطر عليها قوات النظام. وأوضح عبد الرحمن ان "قوات النظام وحلفاءها هم حالياً تحت ضغط في حلب نتيجة الهزيمة الكبيرة التي تعرضوا لها على ايدي مقاتلي جيش الفتح وفصائل اخرى في جنوب غرب المدينة". تدمير مستودعات- من جهة اخرى، اعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس ان ست قاذفات روسية من طراز توبوليف نفذت غارات على جنوب شرق مدينة دير الزور وشرقها وشمال شرقها، دمرت خلالها مركزين قياديين وستة مستودعات اسلحة وآليات لتنظيم الدولة الاسلامية، كما قتلت "عدداً كبيراً من المقاتلين". ويسيطر التنظيم الجهادي على كامل محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، باستثناء اجزاء من مدينة دير الزور ومطارها العسكري. وتنفذ روسيا منذ 30 سبتمبر حملة غارات جوية مساندة لقوات النظام في سوريا، تستهدف التنظيمات الجهادية والفصائل المقاتلة.