توقّع اليوم، الروائية ليلى بيران، روايتها الثانية الموسومة ب"بصمات" الصادرة عن دار كواكب العلوم، والتي تم ترشيحها للفوز بجائزة "آسيا جبار للرواية" التي ستعلن عن نتائجها ديسمبر المقبل. ولأن روايتها الأولى "رنيم" الصادرة عن دار الفيروز بالقاهرة لاقت صدى طيبا في كل من الجزائر ومصر، ارتأت الدار إصدار طبعة ثانية للرواية للمشاركة بها في فعاليات صالون الكتاب لهذه السنة. وقد صوّرت الكاتبة ليلى بيران في "رنيم" المعاناة التي تعرّض لها الجزائريون خلال ثورة التحرير، من منظار عائلة جزائرية عاشتها بكل تفاصيلها. وتغوص في أدق التفاصيل ليوميات الجزائريين المظلومين خلال الحقبة الاستعمارية، وهي تشبه إلى حد كبير السيرة الذاتية، بالاضافة إلى أنها مستوحاة من أحداث واقعية. وقالت الكاتبة ليلى بيران أنها كتبت مؤلفها في سياق روائي حر، مضيفة أن سبب استعمالها لأبيات شعرية من توقيع الشاعر التونسي ماهر بن علي هو أن زوجة المجاهد الذي في الرواية كانت تقول الشعر مثل والدها، بالإضافة إلى أنها أحبت الأبيات كثيرا. وأوضحت بيران، أن "رنيم" ماهي إلا وصف لهمجية فرنسا التي حرمت الجزائر من كل حقوقها وعملت جاهدة على طمس هوّيّتها، فمنعتها من العلم ونشرت الأمية مثلما ينتشر اللهب، ونهبت أراضيها وخيراتها، دون أن ننسى المجازر والمكائد والفتن التي كانت تزرعها بين أفراد الشعب. وأشارت بيران أن أبطال روايتها تعرضوا لكل أنواع الظلم والعذاب ومن حولهم الخيانة والعذاب، وقلوبهم مليئة بالغضب والحب كذلك، مضيفة بأنها لم تذكر الإسم العائلي للمجاهد أبو القاسم الذي تحكي الرواية قصته إلى جانب زوجته، ليعلم القارئ أن هذا المجاهد هو ككل مجاهد ضحى بكل شيء لأجل وطنه، وأن هذه العائلة هي ككل عائلة جزائرية تكبّدت ذلك الجحيم بغيابه، ف"رنيم" هو رنيم كل المجاهدين والأسر الجزائرية الثائرة ضد فرنسا بتلك السنوات.. "سنوات الجمر"، تعبّر بيران. واعتبرت الكاتبة، أن شخصيات روايتها جميعها رئيسية، ففي البداية كانت الأحداث تدور حول زوجين أحبا بعضهما ولكن فرّقت بينهما الثورة ليجمعهما الاستقلال، ثم شخصية الجدة وشخصيات أخرى، بالتالي فإن كل شخصية هي بطلة بتفاصيل قصتها.