لا تزال المؤسسات التربوية بولاية تيزي وزو تعاني جملة من المشاكل عرقلت التحصيل العلمي للتلاميذ و زادت من معاناتهم ، فمن مشكل النقل والاطعام طفى مشكل نقص التأطير البيداغوجي خلال السنة الجارية على رغم توظيف المئات من الاساتذة في جميع الاطوار , الا انه تبين حسب مديرية التربية بالولاية أن 169 مؤسسة تربوية بقيت دون مدير ما خضع تسييرها المؤقت إما للمقتصد أو المراقب العام وقد صب عديد المسؤولين جم غضبهم على مديرية التربية بفعل هذه الوضعية التي قد تعصف حسبهم بقطاع التربية وقد تبين أن عدد المدراس الابتدائية أكثر بكثير التي بقيت دون مسؤولين عليها بمعدل 132 مؤسسة مع تسجيل 26 متوسطة و11 ثانوية وقد قررت مديرية التربية إجراء مسابقة لسد الفراغ الحاصل في منصب مدير مؤسسة تعليمية وقد تسبب في هذه الوضعية الإجراء المتخذ بخصوص إحالة 1225 إطار على التقاعد نهاية 2016. عشرات المطاعم المدرسية تقدم وجبات باردة للتلاميذ من جهة أخرى تتواصل معانات تلاميذ عدة مؤسسات تربوية ببلديات تيزي وزو ،خاصة تلك الواقعة على الحدود الولائية بين تيزي وزو والبويرة , بسبب تأخر ربطها بالغاز الطبيعي لهذه السنة، خاصة الطور الابتدائي في قرى ببلديات، تقدم وجبات لا تتعدى قطعة جبن وحبتي بيض وحبات الزيتون وأكد مديرو بعض المدارس ل "الجزائر الجديدة" ، أن المشكل يعود أساسا إلى افتقار هذه المطاعم لعمال وطباخين مؤهلين تعينهم البلدية إضافة إلى التأخر الكبير في ربطها بغاز المدينة ، حيث تلجأ هذه الأخيرة إلى توجيه عمال لا علاقة لهم بالطبخ وفنون الطبخ، ناهيك عن توفر بعض المدارس على مطاعم كهيكل، الأمر الذي أجبر معظم المديرين على إتباع الطرق الترقيعية في تقديم مثل هذه الوجبات حتى لا يتم غلق المطعم، بالتالي حرمان التلاميذ من هذه الوجبة. وأشار العديد من المديرين بكل من المؤسسات التربوية ببلديات اقبيل , واسيف , ايت وعبان , ايت بومهدي , ايت تودرث وقرى بوغني و الأربعاء ناث ايراثن جنوب ولاية تيزي وزو إلى حاجة مؤسستهم الماسة للعمال، حيث توجد مدارس لا عمال فيها، من شأنهم السهر على تنظيف المطعم أو حتى توزيع الوجبات الباردة على التلاميذ، مما دفعهم إلى الاستعانة بالمعلمين والإداريين المتواجدين على مستوى هذه المدارس، في حين أكد آخر أن الطبيب المكلف بمتابعة ومراقبة مثل هذه المطاعم ، اقترح غلق المطاعم إلى غاية توفير الشروط التي تضمن صحة التلاميذ من نظافة ووجبة متكاملة وأضاف المشتكون أنهم بين مطرقة الوصاية التي تجبرهم على فتح المطاعم حتى لا يترك التلاميذ دون إطعام، وسندان قلة الإمكانيات التي كان من المفترض أن توفرها البلديات التي تبقى المطاعم تابعة لها، من حيث تزويدها بالعمال وتوفير على الأقل قارورات غاز البوتان ، ويبقى هذا الموضوع الذي بات شائكا يتفاقم من يوم إلى آخر , أمام معاناة متواصلة خاصة في فصل الشتاء التي تعرفها قمم جبال جرجرة الشامخة بشدة البرودة التي تصل أحيانا إلى عدة درجات تحت الصفر. مشكل النقل المدرسي يزيد في نسبة تسرب التلاميذ عرفت عدة مؤسسات تربوية بولاية تيزي وزو خلال السنوات الأخيرة تنامي ظاهرة التسرب المدرسي خاصة لدى فئة الذكور الذين كلما فاقت أعمارهم سن 12 سنة ينهمكون مجبرين على قوت عائلاتهم الفقيرة خاصة ببلديات بوغني , ذراع الميزان , ايت تودرث , ابودرارن واغني قغران الواقعة على أعلى قمم جبال جرجرة الشامخة بسبب إعدام النقل المدرسي والإطعام ناهيك عن المسافات الطويلة التي يقضونها في قساوة خاصة في فصل الشتاء للالتحاق بمدارسهم. و تشير إحصاءات استقتها الجزائر الجديدة , من مصادر مطلعة إلى اتساع مقلق ومتزايد لهوة التسرب المدرسي في كافة المستويات التعليمية لدى فئة الذكور لعوامل عديدة ، حيث أصبحت كذلك المؤسسات التربوية تلفظ سنويا مئات التلاميذ، وهي أعداد تتجاوز بكثيرة طاقة هياكل التكوين المهني لاستيعابهم، فتحول هذا التسرب إلى ترسب اجتماعي خطير أدى إلى إجهاض كل المحاولات الهادفة للتخفيف من نسبة الأمية، لاسيما وأن الظاهرة أخذت بعدا خطيرا مسّ تلاميذ التعليم الابتدائي وتؤكد المعلومات التي بحوزتنا تخلي أكثر من 400 في الطورين عن مقاعد الدراسة في الموسم الدراسي الفارط، مما يؤكد أن هذه الظاهرة التي كانت تعرفها المدرسة الجزائرية في عهد الاستعمار قد بعثت من جديد بعد سنوات من الحديث عن ديمقراطية ومجانية التعليم وفي انتظار إجراء عملية جرد وتقدير لحجم التخلي الحقيقي عن حق التعليم لهذا الموسم فإن جهات تربوية تتوقع ارتفاعا متزايدا من منطلق تنامي الظاهرة بشكل تدريجي خلال السنوات السابقة بسبب التردي المستمر للحالة الاجتماعية والاقتصادية للعائلات الناجم بشكل عام عن التسريحات الجماعية للأولياء العاملين بالمؤسسات التابعة للقطاع العام ويضيف ملاحظون إلى جانب المشاكل الاجتماعية هناك مشكل نقص التأطير التربوي وتذبذب وسائل النقل المدرسي، خاصة بالمناطق النائية وغياب التنسيق بين المدرسة وأسرة التلميذ ووسط هذه المعطيات وواقع تنامي ظاهرة التسرب وانعكاساتها على مصير رجال الغد تساءلت مصادرنا عن دور المسؤولين تجاه هذه الشريحة خاصة وأن مديرية التربية تنظر إلى هذه الظاهرة بعيون الأرقام تقيدها سنويا لتشطب المتسربين من خانة اهتماماتها، ليبقى هذا المنتوج الرديء يبحث لنفسه عن جهة أخرى تأخذ على عاتقها مهمة التكفل به، لاسيما أولئك المسرحين بحجة أن سنهم أكبر من الدراسة لكن في نفس الوقت أصغر من التكوين.