أصبحت غابة بلقايد ببلدية بئر الجير (شرق وهران)، التي إنطلقت بها أشغال إعادة التهيئة لتحويلها إلى منتزه من النوع الرفيع ، القبلة المفضلة للشباب والكهول من الجنسين لممارسة رياضتهم المفضلة خلال شهر رمضان الجاري. ويعتبر المرتادون على هذا الموقع الأخير بأنه مكسب جديد لسكان وهران حيث أصبح الكثير يقصدونه قبل ساعتين من وقت الإفطار. ويزداد عدد رواد الغابة في نهاية كل أسبوع ، خاصة أيام الجمعة ، سيما وأن المنظر ''البانورامي'' الخلاب الذي تتميز به المنطقة يشجع كثيرا هواة الركض والمشي والدراجات الجبلية (في تي تي)، للتنقل إلى هذه المكان من أجل ممارسة رياضتهم المفضلة واستنشاق الهواء النقي ، لتكون بذلك الفائدة مضاعفة. ولا تفرغ الغابة من مرتاديها الرياضيين خلال هذا الشهر الفضيل إلا قبل بعض الوقت من آذان المغرب الذي يعلن انتهاء يوم شاق من الصيام ينسي منظر البحر من أعالي مضامير الركض المطلة على زرقته عناء التعب والمجهودات المبذولة في التدريبات. هي إذن الحياة تدب مجددا بغابة بلقايد التي استفادت من مشروع إعادة تهيئة تم الشروع فيه بإشراف من السلطات المحلية وذلك تحسبا لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تستضيفها عاصمة الغرب الجزائري في 2021 ، وهو المشروع الذي يدخل أيضا ضمن مسعى هذه السلطات لإعادة الاعتبار للمساحات الغابية بالولاية. وتم في 24 مارس المنصرم إعادة الفتح الجزئي لمنتزه بلقايد وهو التاريخ الذي تزامن مع إحياء اليوم العالمي للغابات، حيث اغتنم المسؤولون على المحافظة المحلية للغابات الفرصة لعرض مخطط إعادة التهيئة الكاملة للموقع. ويلقى المخطط طبعا استحسان المواطنين، ومن بينهم أمين، صاحب ال45 عاما، وهو موظف اعتاد على التنقل إلى هذه الغابة في نهاية كل أسبوع خلال رمضان من أجل ممارسة رياضته المفضلة وهي الركض : "مثل هذه المواقع الملائمة جدا للممارسة الرياضة محبذة جدا، حيث أن الكثير في وهران مثلا كان متلهفا لها، بدليل العدد المعتبر الذي يميز الإقبال على مضامير الركض التي أعيدت تهيئتها بشكل جيد، في انتظار أن يأخد الموقع ككل حلة جديدة أكيد أنها ستكون رائعة عند الانتهاء من الأشغال"،على حد تعبيره. الوجهة المفضلة للرياضيين من جهته، يرى ميلود -إطار متقاعد يولي أهمية بالغة لممارسة الرياضة- بأن إعادة تهيئة هذه المساحة الغابية ستشجعه أكثر على ممارسة الرياضة لأطول وقت ممكن. وصرح في هذا السياق قائلا "أنا محظوظ جدا، لكون أن اعتناء السلطات المحلية بهذه المنشأة سيعفيني من التنقل لممارسة رياضتي المفضلة وهي الركض، حيث أن المكان يحاذي مكان إقامتي وهو ما يسمح لي برفع حصصي التدريبية إلى ثلاث أو أربع في الأسبوع". وأوضح أيضا أن مضامير الركض بغابة بلقايد، والتي تم إغلاقها في وجه السيارات، لا تعرف الإقبال فقط في نهاية الأسبوع بل أن ذلك امتد إلى الأيام الأخرى، سيما منذ بداية شهر رمضان الجاري، حيث تعرف ممارسة الرياضة انتعاشا قبل ساعتين من الإفطار. وبخصوص الموعد الأمثل للممارسة الرياضة في شهر الصيام، ينصح المختصون بتجنب التدرب في الساعات الأولى من الصيام، وأن الوقت المفضل لذلك هو الساعات الأخيرة التي تسبق الإفطار من أجل منح الفرصة للاسترجاع وتعويض الأملاح المعدنية المفقودة خلال التدريبات. والأكيد بأن الإقبال على غابة بلقايد سيعرف ارتفاعا محسوسا خلال الصائفة المقبلة سواء من طرف الرياضيين أو المواطنين في ظل الحاجة الماسة لأماكن من هذا النوع تمنح لمرتاديها الراحة والتنزه، في انتظار استكمال الأشغال بالمنطقة في ظل مخطط إعادة التهيئة الطموح جدا والذي سيعطي غابة بلقايد وجها جديدا وجذابا سيما بالنظر إلى موقعها الخلاب. ق.م