وتحولت التميمي البالغة من العمر 17 عاماً إلى رمز للمقاومة الفلسطينية، بعد انتشار مقطع فيديو لها وهي تصفع جنديا إسرائيليا وتركله أمام منزلها في ديسمبر الماضي. وزعم سياسيون إسرائيليون أن التميمي محرِّضة، وسعت لاستفزاز الجنود لتصوير رد فعلهم في إطار حملة علاقات عامة فلسطينية. وجرى اعتقال التميمي بعد انتشار مقطع الفيديو. وتم لاحقاً التوصل إلى اتفاق بالحكم عليها بالسجن ثمانية أشهر، من بينها الفترة التي قضتها فعليا رهن الاعتقال. كما أنه من المتوقع أن يفرج عن ناريمان والدة عهد، التي ظهرت معها في مقطع الفيديو، الأحد القادم، بعد سجنها لثمانية أشهر. وقال جابي لسكي محامي التميمي، إن دائرة السجون ستخلي سبيلهما مبكراً بنحو عشرين يوماً لأسباب إدارية. إلى ذلك، كتب الإعلامي الإسرائيلي الشهير جدعون ليفي مقالا في «هآرتس» عن خروج عهد التميمي من السجن، وهذا أهمّ ما جاء فيه: «ستخرج عهد من السجن، يوم الأحد، إلى واقع جديد. لقد أصبحت رمزًا. أثناء وجودها في السجن، تمردت غزة ودفعت الثمن بحياة 160 من أبنائها، الذين قتلوا بالرصاص على أيدي القناصة الإسرائيليين. وظل العشرات الآخرون معاقين، بعضهم لأن إسرائيل منعتهم من تلقي الرعاية الطبية المناسبة. في الوقت الذي كانت فيه عهد مسجونة، غرقت الضفة الغربية في غفوتها الصيفية، مشغولة بالانقسامات الداخلية والصراع. الضفة الغربية تحتاج إلى عهد. المقاومة تحتاج إلى عهد. ليس لأن فتاة واحدة لديها القدرة على التغيير، ولكن جيل عهد يجب أن يكون الجيل القادم من المقاومة. لقد ضاع سلفه. قُتل أبناؤه، أو جُرحوا، أو أُلقي القبض عليهم، أو أُصيبوا باليأس، أو تعبوا، أو نفوا، أو تبرجزوا. نعم، من الممكن أن تكون إسرائيليا وتدعم المقاومين الفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي، مثل عهد التميمي، وتمنّي نجاحهم. في الواقع، يجب عمل ذلك. بأيديها العارية ومظهرها اللافت تعتبر عهد أمل المستقبل، إلهاما للآخرين.. ... الآن علينا أن نقول لعهد: كان الأمرُ يستحق العناء. واصلي مقاومة الاحتلال. اخرجي كل يوم جمعة إلى مظاهرة قريتك الشجاعة، واصلي «التحريض»، تحدثي ضد الاحتلال ووثقي جرائمه. وواصلي صفعه أيضاً، إذا قام بغزو باحة منزلك مرة أخرى، أو أطلق النار على ابن عمك الصبي في الرأس».