*- التكريم من "صوت العرب" أسعدني وأخجلني صرح الناقد المصري مجدي الطيب الذي يحضر مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي منذ طبعة 2015، بأن هذه التظاهرة الثقافية صنعت هوية خاصة بها لأنها متخصصة في الفيلم العربي حيث تعتبر الوحيدة على مستوى الوطن العربي. زينة بن سعيد وقال مجدي الطيب، أن مهرجان وهران يضع إنتاجات السينما العربية في متناول الجميع، فقد أصبح متاحا لأي ناقد أو صحفي أو متخصص في مجال السينما من أن يكتشف هذه الأعمال ليدرسها ويدرس كذلك القضايا التي تعالجها، في حين أن المهرجانات الأخرى غير المتخصصة تعتمد على عرض فيلم أو فيلمين عربيين والباقي يكون أجنبيا. وتابع الطيب أن المهرجان فتح فرصة ثمينة ومهمة عندما برمج كما كبيرا مِن الندوات والورشات التدريبية والتجريبية التي ظهرت في هذه الطبعة، حيث يستفيد الكثير من عشاق السينما بها دون مقابل مادي، فالورشات متنوعة خاصة بالفيلم القصير، الفيلم الطويل، الوثائقي، وكذلك كيفية كتابة سيناريو الفيلم القصير، وكيفية التعامل مع صناعة الفيلم الروائي الطويل، وهذه خاصية جديدة أضافها المهرجان بحيث ستكون نقطة إيجابية جدا في مساره، فقد وضع خدمة كبيرة في تعلم كل هذه الأمور في سبعة أيام دون دفع أي مستحق. وعن حركيّة المهرجان، ثمن الناقد المصري هذا التفتح الذي تعرفه الولاية بحيث يتوافد إليها الجمهور بكثرة حتى من الولايات الأخرى وهذا أمر لا يحدث في كل البلدان، فهناك مهرجانات عندما تقام في ولاية معينة حتى أصحاب تلك الولايات لا يكونون على علم، بينما في وهران أوصلت إدارة المهرجان تظاهرتها السينمائية للناس الذي يعتبر مقياسا للنجاح بمدى إقباله، حتى أنه كتب فقرة في مقال نقدي بالصحافة بعنوان "المهرجان للناس"، فمنذ يوم الافتتاح كان هناك توجه للناس لأن الجمهور هو في رأس الاهتمام، وقد أتاحت "سينما المغرب" التي تحتضن العروض وكذلك الشارع الكبير العربي بن مهيدي والشاشة الكبيرة في الشارع لكل مواطن أن يتابع المهرجان بكل تفاصيله. وأضاف الطيب في السياق ذاته، أن انتقال العروض إلى ولايات مجاورة فكرة بديعة بالتالي لا يقتصر المهرجان على الولاية التي يقام فيها، مشيرا إلى ذهابه في طبعة 2017 إلى ولاية سيدي بلعباس لحضور فيلم "مولانا" الذي كان مشاركا، حيث لمس مدى قدرة المهرجان على الوصول إلى أماكن أخرى. وعبر الطيب من جانب آخر عن سعادته بتكريمه خلال هذه الطبعة، موضحا أن الأمر شكل له مفاجأة سارة وسعيدة ومبادرة كريمة لأنه لم يتم تبليغه ببلده بل حتى جاء إلى وهران، وتم التكريم من قبل الإذاعة والتلفزيون، وتسلمت درع التكريم من مدير الإذاعة الجهوية لوهران، وأكثر ما أسعده -يضيف- أنه كرم بمبنى إذاعة "صوت العرب" التي تتواجد منذ الستينات وكان من متابعيها وعادت به الذاكرة إلى الحرب والجهاد في سبيل الحرية، الأمر الذي أخجله لأنه يعتقد أنه صغير من أن يتم تكريمه من منبر كبير مثل "صوت العرب". وخلص الناقد المصري مجدي الطيب، إلى أن مهرجان وهران في تطور واضح، مشيرا إلى أن المحافظ ابراهيم صدّيقي سوف يهتم بالتوجه العربي فاعتبارا من السنة المقبلة سيكون الحضور العربي أقوى كما أن المحاور الرئيسية التي ستتناولها الورشات التدريبية القادمة ستولي الاهتمام بالوحدة العربية، وهذه فكرة مهمة -حسبه- لو تحققت سيكون المهرجان مختلفا بشكل أكبر وأوسع من كل الفعاليات العربية. بدأ الناقد المصري مجدي الطيب مشواره في مطلع الثمانينات من خلال نشرات نادي سينما القاهرة وجمعية الفيلم، حصل على جائزة أفضل مقال نقدي من "جمعية الفيلم" عام 1985 عن فيلم "الوداع يا بونابرت" وانتقل للعمل في جريدة "صوت العرب" التي نشرت له لأول مرة عام 1986 مقالا نقديا تناول فيه فيلم "اليوم السادس"، هو خريج كلية الألسن الحاصل على ليسانس في اللغة الألمانية لكنه التحق بأكاديمية الفنون وهناك درس الموسيقى والفنون التشكيلية والمسرح والسينما في المعهد العالي للنقد الفني وحصل على دبلوم في النقد. ويعد الناقد المصري أحد النقاد المصريين الذين يهتمون بالسينما الجزائرية ومطلع عليها وشغوف بها وبالفن السابع بصفة عامة، وله عدة مقالات ومداخلات حول السينما الجزائرية في مصر والعالم العربي. يُذكر أن تكريم مجدي الطيب جاء بدعوة ورعاية من المدير العام للإذاعة الجزائرية شعبان لوناكل وذلك على مستوى مقر إذاعة الجزائر من وهران على هامش مهرجان وهران، وشمل التكريم تنظيم زيارة لعدد من ضيوف وهران من سينمائيين ومدراء إذاعات في كل من مستغانم ومعسكر وسيدي بلعباس لمختلف أقسام المصالح بالمؤسسة، وتأتي هذه المبادرة عرفانا له بما قدمه للسينما المصرية والعربية.