الجزائر أحبت روحها فلسطين، وأعطتها الحظ الأوفر من الاهتمام و الدعم الكبير، فقامت بتدريس الألاف من الطلبة الفلسطينيين مجاناً في جامعاتها وفتحت لهم أبواب الجامعات والمدارس، وكذلك وظفت مئات من المدرسين الفلسطيني للعمل في التدريس بالجزائر، وكذلك دربت الجزائر ألاف الفلسطينيين في دوراتِ وكلياتٍ عسكرية ومنها تخرج قادة الثورة الفلسطينية، ورموزها، وزودتهم بالسّلاح، ثم شاركت الجزائر بشكل مباشر من خلال وحدات جيشها وقطعه العسكرية في حربي 1967م و1973م، ضد الاحتلال الصهيوني، كما كان للجزائر دور سياسي بارز في تمكين الشهيد القائد الرمز أبو عمار رحمه الله من إلقاء خطابه في هيئة الأممالمتحدة، وبين الجزائر، وفلسطين قصة عشق وحب وعناق ووفاق وترابط خالد، أبدي سرمدي لا تنتهي؛ فُهما شعبين شقيقين متحابين دوماً وأبداً؛ ومنذ فجر التاريخ تلك العلاقة الأزلية مستمرة حتي اليوم؛ حيثُ شارك الجزائريين بشكل خاص، ضد الحروب الصليبية، من أجل تحرير بيت المقدس، فالشعب الجزائري وقيادتهِ الوطنية تعمل بشكل متواصل بالدفاع عن فلسطين وعن القدس الشريف؛ وللعلم فّلقد تجرع الجزائريين سم الخيانة والتآمر من اليهود، وخاصة من بعض الخونة الذين ساهموا بشكل أساسي في استقدام الاستعمار الفرنسي إلى الجزائر؛ لذلك فإن العلاقات بين فلسطينوالجزائر تاريخياً علاقات قوية، ودائمة حتى اليوم؛ ويجدر الإشارة إلى أن الجزائر تعترف بفلسطين ولا تعترف بدولة الاحتلال الإسرائيلي، والجزائر لا تعترف بدولة الاحتلال الغاصب المجرم؛ ويتخذ الفلسطينيين من الجزائر مثالاً يُقتدى به منذ نَيْل الجزائر لاستقلالها من فرنسا عام 1962م؛ به ويُتَعلَّم منه في صراعه لنيل استقلاله؛ وكانت الجزائر من أوائل الدول التي تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية فتم افتتاح أول مكتب للمنظمة في صيف عام 1965م، وبعد انتصار الثورة الجزائرية استقدمت الجزائر من فلسطين الفان وخمسمائة مدرس فلسطيني، بناء على طلب الحكومة الجزائرية لتعليم اللغة العربية، كما قام بتوقيع اتفاق مع وزارة الدفاع الجزائرية لتدريب الجنود والضباط الفلسطينيين، فتم تخريج أول دفعة من كلية شرشال العسكرية في عام 1966م، بحضور الرئيس الراحل هواري بو مدين؛ وفي عام 1974م نالت منظمة التحرير الفلسطينية صفة مراقب في الأممالمتحدة خلال الدورة 29 للجمعية العامة للأمم المتحدة عندما كان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة رئيساً لهذه الدورة؛ في عام 1975 قامت الجزائر برعاية والتصويت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3379 والذي نص على أن الصهيونية حركة عنصرية، وفي عام 1991 تم إلغاء هذا القرار بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 4686، حيث قامت الجزائر حينها بالتصويت ضد القرار المُلغِي؛؛ وفي انتفاضة الحجارة الفلسطينية الأولى أدانت الجزائر بشدة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وعقدت قمة طارئة لجامعة الدول العربية عام 1988م، وتوصلت فيهِ إلى قرار بدعم الانتفاضة مالياً بعد إعلان الاستقلال الفلسطيني في 15 نوفمبر 1988، كانت الجزائر أوّل دولة تعترف بدولة فلسطين، وذلك في نفس يوم إعلان الاستقلال وقامت بإنشاء علاقات دبلوماسية كاملة معها؛؛ واستمرت الجزائر في دعمها للقضية الفلسطينية بشكل كبير، كما أنها أيّدت أيضا مبادرة السلام العربية عام 2002 في قمة بيروت، وكذلك لم تترك الجزائر من خلال شعبها الحبيب والنخب فيها، والأكاديميين، والمثقفين، والسياسيين، والأدباء والكتاب والصحافة الجزائرية فرصة إلا ودعمت القضية الفلسطينية، وكذلك نبهت إلى خطر الاحتلال الصهيوني، و في 29 نوفمبر 2012، صوّتت الجزائر لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 67/19 الذي ينص على منح فلسطين صفة دولة مراقبة غير عضو في الأممالمتحدة، وخلال العدوان على غزة 2014م، حثَّ وزير الخارجية الجزائري رمضان العمامرة المجتمع الدولي للتصرف لكف وللجمّ الهجمات الاجرامية من الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وحثّ كل من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم تجاه جرائم الاحتلال؛ ومؤخراً رفضت وأدانت الجزائر بشدة قرار نقل السفارة الأمريكية إلي القدسالمحتلة، كما أدانت بشدة الانتهاكات من الاحتلال الاسرائيلي بحق المسجد الأقصى وبحق الشعب الفلسطيني، واليوم ونحن في عام 2018م يتواصل ويستمر الدعم الرسمي والشعبي الجزائريلفلسطين، ويومياً تفتح الجزائر حضنها وقلبها لروحها فلسطين وتعلن عن منح للطلاب الفلسطينيين للدراسة مجاناً في جامعات الجزائر، وفي الكليات العسكرية لتدريب الكثير من الفلسطينيين، والذين ألاف منهم من الجزائر بتفوق وامتياز، لذلك فالفلسطيني في الجزائر يشعر أنه في وطنه فلسطين، وكذلك شعب فلسطين يرفعون العلم الجزائري عالياً في كل المناسبات، ويرفع العلم الجزائري في المسجد الأقصى المبارك، ويرفع وحتي في المواجهات ضد الاحتلال ، وستبقي الجزائر القلب النابض بحب فلسطين، فمن فلسطين نبرق لكم رسالة محبة، ووفاء، واقدار، ونقول شكراً جزيلاً للجزائر، رئيساً وحكومة وشعباً بوركتم.