تعرف أسعار البطاطا بتيارت هذه الأيام ارتفاعا غير مسبوق إذ تراوح سعر الكيلوغرام الواحد ما بين 70 و90دج الأمر الذي استغرب منه كثيرا المواطنون نتيجة التهابها بالأسواق اليومية بعدما كان سعرها لا يتجاوز 50 دج للكيلوغرام الواحد خلال الأشهر الماضية لكن التقلبات الجوية التي شهدتها الولاية منذ أسابيع لم تعد السبب المباشر في ارتفاعها. وخلال جولة ببعض أسواق مدينة تيارت أوضح الباعة أن المشكل الذي يطرح حاليا هو قلة كمية البطاطا، بالإضافة إلى هذا أن إنتاجها عبر الولاية منذ نهاية السنة الماضية تراجع كثيرا مقارنة بالأشهر الماضية ليبقى مشكل نقص اليد العاملة خلال موسم جنيها قائما حيث يضطر الفلاح للبحث عن عمال مؤهلين مقابل أجر يصل إلى أكثر من2000 دج في اليوم الواحد، ويتوقع الباعة أن يبقى الوضع كما هو مستبعدين أي انخفاض في سعرها خلال الأيام المقبلة فيما بدأت أسواق تيارت تتدعم ببطاطا واد سوف التي تبقى محل بحث من قبل الباعة فالكميات التي يتم جلبها من هذه الولاية الجنوبية والمعروفة بريادتها في إنتاج البطاطا محدودة نتيجة ارتفاع تكاليف نقلها و هنا يتدخل السماسرة في تحديد السعر الأولي للبطاطا مما ألهبها بالأسواق اليومية والمحلية. و أكدّ الباعة أن البطاطا المتواجدة بغرف التبريد لا تسد حاجة السوق حاليا علما أن عاصمة الولاية تيارت تحتوي على عدد معتبرلغرف التبريد، أما بمناطق أخرى بالولاية فتعد على الأصابع لذا يلجأ الفلاح إلى بيع المحصول مباشرة إلى تجار الجملة أو المضاربين .و أوضح العديد من منتجي البطاطا بتيارت أنهم يفكرون جديا في التخلي عن هذه الشعبة بسبب مصاريف الهكتار الواحد من البطاطا تصل إلى 70مليون سنتيم بما في ذلك كراء هكتار واحد يقدر ب10ملاين سنتيم كما يحدث حاليا ببلديتي دحموني ومهدية ومن خارج الولاية كعين الدفلى ومعسكر مما يدفع بالمنتجين الصغار للبطاطا بالتخلي نهائيا عنها لارتفاع التكاليف وغياب الدعم المباشر .