حدث ما لم يكن منتظرا و حدث أن جمع وزير الثقافة عز الدين ميهوبي فرقاء المسرح في الجزائر، في لقاء واحد ويوم واحد وموعد واحد من أجل صوت واحد لن يكون ...نعم فكرة الجمع بعيدا عن صراعات و انتقادات الفايس بوك ووسائط الاتصال فكرة لا يفكر فيها، إلا رجل يعرف البيت جيدا... و هنا أتذكر افتتاح المهرجان الوطني للمسرح المحترف عندما رمى أول كرة في مرمى المسرحيين و جعلهم يحسون بالنقص، لأنهم قصروا في حق أنفسهم و في حق فنهم و في حقوق جمهورهم. في المجمع المسرحي الذي أسس له مثلما أعرف إطار وزارة الثقافة الشاب و المسرحي السينوغراف حمزة جاب الله و الإطار النسوي الأخر الناقدة السينمائية و الإعلامية سابقا و لاحقا نبيلة رزيق، جعل ميهوبي المسرحي ممثلا مباشرة بلغة الواقع و آهاته و مشاكله و لم أعهد نفسي إلا منتصرا للأفكار وفقا للقناعات، بعيدا عن الشيتة و مشتقاتها...نعم جمعهم من أجل أن يثبت للجميع أنهم لن يتحدوا من أجل صوت واحد. وهنا وجب أن نقف عند ملاحظات مهمة على الأقل من خلال ما سمعت ووثقت في السماع من مساعي للنهوض بما تبقى من مسرح ... قدماء و خبراء المسرح من مدراء رافعوا للفرقة الثابتة و هو ما صنع مجد المسرح سابقا في الجزائر، خاصة في تجارب كاتب ياسين و الفكرة من توقيع المخضرم حسان عسوس حتى نعطي لكل ذي حق حق. جاء الدور على جيل اليوم، فرافع المخرج محمد شرشال من أجل النقد الغائب مع طغيان الإدارة ، ثم إخراج الممثل للمسرح عوض المخرج و وفق " موح " في طرح بعض الأفكار التي لم يجعلها عكس البقية حبيسة الفايس بوك وأخواته ، كما رافع و ناضل من أجل معهد قوي مؤسس لفعل مسرحي ثقافي جيد و اتفق الجميع على أن المعهد بطريقته و صيغته الحالية لا يصلح لمشروع عام و إن قدم لنا فرديات دعونا نتفق و نعترف أنها تصنع الاستثناء حاليا في المشهد المسرحي و أنتم تعرفونها و لا داعي لذكر الأسماء ...يكفي ما يصنعه الشاب المتفرد و المشروع القادم بقوة فوزي بن إبراهيم. هنا وجب العودة للجديد الذي كشف عنه من التاريخ و الجغرافيا الناقد و الأستاذ إبراهيم نوال عندما اقترب و تقارب من طرح شرشال، لكنه كشف لأول مرة عن مشاريع عطلت بضم العين و أجهضت و ألغيت و الدليل على صدق الرجل أنه المدير الوحيد في تاريخ المعهد الذي استقال من منصبه ببساطة، لأنه تأكد أن مسؤوليته لن تنفع الطلبة في ظل تعنت وزارة تومي آنذاك ، وفي ظل الصراع غير المعلن بين وزارتين عن أهلية المعهد هل هو تعليما عاليا أم تعليما مثقفا ثقافيا ؟ نعم نوال قدم حقائق و أدلة و مر من هناك. سفيان عطية الممثل و الكاتب المسرحي قدم تصورا جديدا معهودا لدى من يعرف الرجل قبل ولوجه عالم الإدارة، فكان نموذجا للتسيير الجديد و المخرج شوقي بوزيد الذي يمتع ما رأيت و يصنع الفكرة و يفتش عن النخبة و إن أخطأ أحيانا المسار قدم رؤى جديدة أيضا بإمكانها تغيير الشكل و السيرورة إلى الأفضل. شوقي يعرف جيدا موطن الخلل، أما كل الخلل فظهر عندما اتفق الجميع على أن مدير الإنتاج لا يحق له أن ينال عائدا ماليا من إنتاج لا ناقة فيه ولا جمل سوى أنه مدير المسرح . المخضرم الخبير زياني شريف عياد قال في كلمات أن النقاش المطروح أعاده لزمن الثمانيات و لكم أن تتخيلوا كم أضعنا من العمر، لذا وجب أن نقف عند نقطة أخرى وهي أن لقاء ميهوبي المسرح و ميهوبي الوزير سمح بالوقوف عند رتابة المشهد و خلص إلى مقولة " أنتظر منكم الحلول من خلال اللجان التي أسستموها و أتعهد بتنفيذ خلاصة مجهوداتكم .." هنا رمى بذكاء الكرة عند "ناس " المسرح و الفايس بوك.