اختارت "جسور مسرحية" في عددها الثالث والعشرين استضافة السينوغراف والمخرج أحمد رزاق، في إطار فعاليات الأنشطة الثقافية الرمضانية التي تنظمها مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر، ويحتضنها فضاء بشير منتوي الثقافي الجواري. ويأتي هذا اللقاء بعد الاقبال الكبير الذي عرفه العرض المسرحي "طرشاقة" لرزاق والذي نال إعجاب الكثير بعد ثلاثة عروض فقط في انتظار البقية، خلال عرض المسرحية التي أنتجها المسرح الوطني الجزائري. اللقاء والفضاء كما يراه منظموه، منبر للتواصل بين الأكاديميين والممارسين في الحقل الثقافي، يستضيف مرتين كل شهر نخبة من صناع المسرح الجزائري بأشكال تعابيره ولغاته المختلفة، دراماتورجيا، تمثيل، إخراج، وسينوغرافيا، كوريغرافيا، موسيقى، نقد، ويشرف عليه المستشار السابق لمسرح بشتارزي ابراهيم نوال ويقدمه المهتم بالشأن المسرحي عبد الناصر خلاف، وهو فضاء يسد الفراغ ويهيئ لاستعادة دور المختصين من أهل الفن الرابع لتسلم زمام المبادرة المسرحية. حضر اللقاء عدد لا بأس به من الوجوه المسرحية عبد الحميد رابية، شقروني وعددا من ممثلي مسرحية طرشاقة، كالممثلة سميرة صحراوي، أسامة بودشيش صاحب دور "زلا ميط" وآخرين. بدا أحمد رزاق متفائلا بشأن عودة العلاقة المنفصمة بين الركح والجمهور، وقال بأن 6 أشهر تكفي لتتوطد العلاقة وتعود المياه إلى مجاريها، ومن أجل ذلك قال بلزوم العودة الى مراعاة المعايير في العمل والممارسة المسرحية، ولابد من أهل المهنة والاختصاص ولا مجال للتلصص من قبل من لا يملكون لا المهارات ولا حب المهنة، فليس كل من يضع أصباغا في وجهه هو "مهرج" بالضرورة بإمكانه مخاطبة الأطفال في مسرح هو من أصعب أنواع المسرح. وعن نصه "طرشاقة" قال بأنه وضعه كغيره أمام لجنة القراءة في المسرح الوطني الجزائري، ولم يقلل من شأن أي عضو من أعضاء لجنة القراءة، طالما أنه ليس هناك لحد الساعة مرجعيات، وهو يرى نفسه كما الآخرين سواء بسواء. ومن جهة أخرى انتقد جوائز المهرجان الوطني للمسرح المحترف التي لا تقيم فعليا المسرحيين الاكفاء، كما عاب الجري وراء الحصول على الجوائز التي وجب إعادة النظر فيها، فتقييم المسرحي الجاد هو طول العام ، ولم يجد مانعا من التعلم من التجارب الجادة مسرحيا عربيا ودوليا في أسلوب إدارة مهرجاناتها. كما دافع رزاق عن الممثل الجزائري وحقوقه وعاب عقدة الاحتفاء المبالغ بالأجنبي على حساب ابن البلد، في غياب نقابة تدافع عن هذه الفئة، وساق أمثلة تجري في دول تساوي بين فنانيها والفنانين الأجانب، بل في الغالب تفضل مواطنيها من الفنانين فهم عمال كغيرهم ولا ينبغي هضم حقوقهم. والممثل عند رزاق قبل أن يكون فنانا هو إنسان، وهو يفضل الممثل المتوسط الذي فيه إنسانية كبيرة على غيره، وهكذا يسعى لانتقائهم حال "الكاستينغ ". وقد كرمت مسرحيته الجديدة في ثلاث محطات الراحل مجوبي من خلال مقطع من أغنية "نوارة بنتي" و"الشهداء يعودون هذا الأسبوع"، وأيضا مقطع الأم في الفيلم الشهير "يابني يا ابني". وصف ضيف السهرة بالمثقف الملتزم الشبيه بمن خرج لتوه من ملحمة "اليس" الشهيرة، والذي من وراء شكله الجاد ترتسم ملامح شاعر وهو في طريق بحثه عن تلافيف الحقيقة والأصالة لرحالة حر كما الريح، ومنذ مونودرام "الزعيم" ظل رزاق ينظر إليه بكونه مبدع خارج المتعارف عليه. في تدخله المتعقب قال رابية، بأن مسرحية "طرشاقة" تذكر بالمسرح الكبير الذي فيه أنماط وأشكال من الممثلين، كما أثنى على صراحة ومصداقية رزاق كما تمرده المعروف به. وتساءل عدد من ممثلي مسرحية "طرشاقة" عن عدم إدراج مسرحيات في البرنامج التلفزيوني، في الوقت الذي يظهر بها من لا يمت للفن بأية صفة. يشار إلى أنه تم خلال اللقاء تدشين جناح خاص بالكتب المسرحية، يوضع تحت تصرف المسرحيين والباحثين والإعلاميين، يضم كتبا قيمة وأقراصا مضغوطة وأفلام "دي في دي" لمسرحيات مسجلة. وأكد ابراهيم نوال أن فضاء منتوري هو في متناول المسرحيين من أجل القيام بتمريناتهم أو دراستهم لمشلاريعهم الجديدة ومطالعة جديد الكتب بالمكتبة. للتذكير فإن أحمد رزاق هو كاتب، سينوغراف، مخرج وفنان تشكيلي، خريج معهد الفنون الدرامية برج الكيفان تخصص سينوغرافيا في 1992، صمم سينوغرافيا ل"رجال النجوم" لعمر معيوف، بلاد الخير "لبوبكر مخوخ المسرح الجهوي لعنابة، "مبروكة" نص وسينوغرافيا وإخراج في 1996بعنابة، تحصل على أحسن عرض متكامل في مهرجان المسرح المحترف بوهران، مونودرام الزعيم نص وسينوغرافيا وإخراج، أحسن عرض متكامل في ربيع المسرح بقسنطينة، من أعماله أيضا "طاق على من طاق"، "ربيع روما" أحسن إخراج مسرحي في المهرجان الوطني للمسرح المحترف، "الصاعدون إلى الأسفل"، "النائب المحترم" لقسنطينة 2016 إنجاز السينوغرافيا، "سأطير يوما" لعنابة إنجاز سينوغرافيا، و"طرقاشة" نص وإخراج 2016.