تشهد منطقة «الكرمة» التي تربط أحياء كناستيل بالقطب الحضري الجديد ببلقايد شرق مدينة وهران انتشارا رهيبا للباعة المتنقلين و الفوضويين الذين يعرضون بضاعتهم على محور الطريق الرئيسي انطلاقا من غابة كناستيل إلى غاية مدخل منطقة بلقايد حيث تسببت التجارة الفوضوية التي يتضاعف نشاطها في الفترة المسائية عندما يتنافس باعة السمك والتونة الطازجة مع أصحاب طاولات بيع الخضر والفواكه في عرض سلعهم المنتشرة بطريقة عشوائية في تشويه الطابع العمراني لهذه المنطقة حيث يتجمع هؤلاء التجار يوميا على قارعة الطريق وأطراف الأرصفة مما يتسبب في شل حركة المرور التي تزداد اختناقا مع الظهيرة و في السياق ذاته كشف لنا التجار النظاميون المحاذون للطريق الرئيسي أن هؤلاء التجار الفوضويين يعرقلون نشاطهم اليومي و بعد أن عرفت تجارتهم أرباحا جاؤوا هم و أفسدوا معيشتهم خصوصا وان عمليات ترحيل العائلات إلى المجمعات السكنية الجديدة زادت من مطامع هؤلاء الباعة الذين يستغلون الفرص لكسب أرباح مضاعفة مع العلم أن السوق المغطى الكائن بحي 4400 مسكن بحي بلقايد لا يتوفر على كل المواد الاستهلاكية المطلوبة وتكاد تنعدم فيه حركة المتبضعين و التجار الذين تحول معظمهم إلى منطقة الكرمة المعروفة بالسوق الفضوي اليومي للبيع الخضر والفواكه و الأسماك خصوصا وان خلال هذه الفترة بالذات ارتفعت تجارة بيع سمك التونة لانتعاش نشاط الصيد بساحل كريشتل وعين فرانين رغم أن الإقبال على اقتناء اللحوم الزرقاء محتشم بسبب عدم ثقة الكثير من السكان بصلاحية الأسماك التي تعرض لساعات أمام أشعة الشمس وسط انتشار الذباب والبعوض وحسب قاصدي السوق الفوضوية بمنطقة الكرمة فإن نشاط الباعة المتجولين أصبح يؤرق سكان المنطقة خصوصا في الفترة المسائية أين يكثر الضجيج وتزاد حركة البيع التي تخنق حركة المرور فضلا على تحول هذا الطريق الرئيسي إلى ما يشبه مفرغة عمومية بسبب ما يتركه الباعة يوميا من بقايا السلع المتعفنة التي تنبعث منها روائحا كريهة وأكد لنا البعض أن السلطات المحلية سبق وأن أمرت بإزالة السوق تماما بسبب الفوضى إلى درجة أن بعض أصحاب محلات بيع الأثاث و الحدادين منعوا من عرض السلع على الأرصفة لتعود مجددا الأمور كما كانت من قبل ويضيف احد المواطنين أن النشاط تضاعف يوميا حيث أصبح التجار المتنقلين يعرضون مع طلوع الصباح سلعهم و ذلك إلى غاية ساعة متأخرة من اليوم،معرقلين بذلك حركة المرور خاصة و أن هذه الأحياء تعد المعبر الرئيسي المؤدي إلى قلب المجمع الحضري الجديد بمنطقة بلقايد .كما أن البعض منهم يتجاوزون رصيف الطريق مما يشكل خطرا على حياة المواطنين خاصة منهم أطفال المدارس نظرا لقرب إحدى المتوسطات من مكان تموقع التجار وحتى مستعملي الطريق من أصحاب المركبات و حافلات النقل الحضري العاملين في خطوط «بي 1» و«31 و « أس» الذين اشتكوا من هذه الظاهرة التي شكلت نقطة سوداء بالمنطقة وهو ما جاء على لسان الركاب الذين يستعملون يوميا خطوط النقل المؤدية إلى السكنات الجديدة بمنطقة بلقايد .