- الفلفل الأسود ب2000 دج للكيلوغرام الواحد و الأحمر ب1000دج تشهد محلات بيع التوابل و العطور بوهران قبيل أيام قليلة من شهر رمضان الكريم إقبالا كبيرا من قبل ربّات البيوت اللائي لم يتوانين عن اقتناء أجود الأنواع بكميات مختلفة وبأسعار متفاوتة ، وقصد تسليط الضوء على سوق التوابل، والحركة التي يشهدها قبيل الشهر الفضيل قمنا بجولة استطلاعية عبر عدد من المحلات بكل من سوق المدينة الجديدة و الأوراس " لاباستي " . كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا عندما زرنا محل " شرقي بهارات" المتواجد بالمدينة الجديدة ، فتفاجأنا بالعدد الكبير للزبائن الذين اختاروا المحل من أجل شراء أجود التوابل، وفي هدا الصدد كشف الإخوة شرقي للجمهورية أن " شرقي بهارات " يعد من أقدم المحلات بالمدينة الجديدة، حيث فتحه والدهم سنة 1953، ليواصل ولداه النشاط منذ 1999 بنهج ماسكارا 9 بالمدينة الجديدة ، إذ يقول الابن شرقي إنه كلما اقترب الشهر الكريم تتوافد النسوة لاقتناء ما يحتجنه من توابل وعطور في مقدمتها "حشاوش الحريرة"، و هي عبارة عن خليط من المواد التي تعطي نكهة للحساء ، كما أنها مفيدة للصحة، مضيفا أنه ومنذ تخصصه في هذه المهنة لم يواجه أية أعراض سلبية على صحته بسبب استنشاقه للمواد المعروضة، بل بالعكس اعتبرها مفيدة جدا للصحة بدليل لا يصاب بالزكام أو " أنفلونزا" الموسمية ، أما فيما يخص التوابل ومصدرها كشف شرقي أنه يتم جلبها من الهند، كونها الدولة الوحيدة التي تصدّر هذا النوع من المنتوج الإستهلاكي لمختلف دول العالم ، علما أنها كانت تصل إلى وهران سابقا عبر المغرب و قد تصدرت مدينة "مغنية " الزوية القائمة كنقطة بيع هامة توزع عبرها هده المواد وتصل إلى بقية الولايات، لكن خلال السنوات الأخيرة ازداد عدد المستثمرين الذين باتوا يجلبونها مباشرة إلى الوطن، علما أن محل " شرقي بهارات" يجلب المواد بنفسه و يقوم بسحقها بمطحنة خاصة بوادي تليلات، و من ثمّ عرضها للبيع، ما يجعل الزبائن يقبلون عليها بكثرة خوفا من نفاذها بسرعة، خصوصا أن هذه المواد بعض طحنها لا يجب أن تبقى أكثر من 6 أشهر حتى لا تضعف نكهتها أو كما يقال بالعامية "تبرد" ، وبالتالي يختفي مفعولها . ونحن نتأمل ونكتشف أنواع التوابل بالمحل ، لفت انتباهنا " رفيق " وهو زبون يبدو أن له دراية كبيرة بعالم التوابل ، حيث قال إن بعض المواد تُجلب من تركيا ، أما فيما يخص قائمة التوابل التي يتم استخدامها بكثرة فهي راس الحانوت، الفلفل الأسود ،الفلفل الأحمر الحلو المعروفة بالحمَار ب " عشبة النجمة" و القرفة التي تستعملان في الأطباق الحلوة ، الكروية، الكركم، زريعة البسباس، حبة الحلاوة ، زريعة القصبر وغيرها من العطور. عطور لمعالجة آلام المعدة و الأمراض الصدرية واصلنا جولتنا الاستطلاعية بسوق المدينة الجديدة ، و استطعنا أن نرصد آراء بعض الباعة الذين أكدوا أن التوابل مواد تعطي نكهة و مذاقا خاصا للأطباق، كما أنها مفيدة للصحة باعتبار أنها تشفي المرضى المصابين بالآم و أوجاع على مستوى المعدة، كاشفين أن "الكوم" من بين المواد المخففة للآلام و القرفة مفيدة للصداع و انسداد الجيوب الأنفية أما زريعة البسباس فهي المواد المهدئة للأعصاب ، و الفلفل الأسود مفيد للأنفلونزا إذا أضيف إلى الحليب و الزنجبيل، و أيضا مفيد للأمراض الصدرية، أما الكركم عندما يضاف له العسل الأصلي يصبح مفيدا في علاج الأمراض الجلدية و صفاء البشرة ، و أيضا لمرض "بوصفير ". أما فيما يخص أسعار التوابل فهي تختلف من محل إلى آخر بتفاوت طفيف، حيث يعتمد الزبائن على الميزان الالكتروني لشراء الكمية التي يحتاجونها ابتداء من 50دج لمختلف المواد ، إلا فيما يخص الفلفل الأسود الذي يباع ابتداء من 100دج ، وفي هذا الصدد يشير الباعة إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد من هذه المادة قد وصل إلى 2000دج ، أما الكمون فقد بلغ 900دج ، فيما وصل سعر الفلفل الأحمر الحلو إلى 1000دج، وحشاوش الحريرة إلى 1000دج ، و هي من أهم المواد التي تستهللك بكثرة. مواد مستوردة تثير فضول الزبون أكد العديد من باعة التوابل الذين زرنا محلاتهم خلال جولتنا الاستطلاعية أن العديد من الزبائن يحاولون اكتشاف أطباق جديدة عبر متابعة برامج الطبخ الشرقي التي تعرضها القنوات أو يجدونها في مواقع التواصل الاجتماعي، بدليل أنهم يسألون يوميا على مواد هي في الأغلب لا تتوفر بالمحلات المحلية، أو أن أسماءها مختلفة بالرغم من أنها موجودة ، فاختلاف الأسماء من دولة إلى أخرى يجعل البائع يجهل نوع المادة التي يبحث عنها الزبون رغم توفرها ، وما تبين لنا من خلال حديث الباعة أن هناك إقبال كبير على البهارات الهندية، و هي عبارة عن خليط من التوابل غير تلك التي تستعملها العائلات الجزائرية، وهي شديدة المذاق و حارة جدا ، حسبما كشفته أيضا السيدة فاطمة التي يبدو أنها استعملتها في أطباقها ، حيث قالت إن مذاقها جيد ، لكن إضافة كمية صغيرة جدا عن المعقول قد تتسبب في فساد المذاق و الأكلة، كاشفة أن هذه البهارات لا تتوفر إلا عند بعض المحلات بكميات قليلة ، كما أن مستعمليها معظمهم يجلبونها من الهند أو تركيا أو السعودية. وفيما يخص تأثير هذه البهارات الهندية واحتمال تسببها في أعراض جانبية من شأنها أن تؤذي صحة المستهلك الجزائري كونها غريبة و جديدة عليه، أوضح الأستاذ الحكيم عشاب محمد العربي وهو أيضا مختص في الجراحة العامة أن التوابل الهندية لها فضائل أو فوائد صحية وحتى طبية، لكن المشكل ليس فيها بل في صحة المنتوج قبل تسويقه في الجزائر، ومدى الجودة "الحسية" لمكوناته والمواد المضافة ، فضلا عن المحافظة عليها ومراقبة الجودة التي من المفروض أن تتكفل بها السلطات المختصة.