يعكف المكتب الولائي للجمعية الوطنية ''جزائر الخير '' بوهران على تنظيم مطاعم الخير منذ حلول شهر رمضان الكريم حيث لا يذخر نحو 150 متطوعا من شباب الجمعية والساعين لفعل الخير جهدا في تحضير أطباق رمضانية لا تقل عن تلك التي يتناولها الصائم وسط أفراد عائلته . وبالرغم من تذبذب مساعدات المحسنين أمام تزايد التنظيمات الناشطة في مجال مائدة رمضان إلا أن عزم و إرادة شباب ''جزائر الخير '' تزيدهم إصرارا على دق أبواب أرباب العمل و المصنعين والتجار قصد ضمان وجبات ساخنة للصائم الذي يتعذر عليه الافطار رفقة عائلته من ذلك الطلبة و العمال المداومين خاصة بالمستشفى وكذا عائلات المرضى كما هو الشأن بالنسبة لمطعم الجمعية المفتوحة بطريق كناستال قبالة مستشفى طب الأطفال والذي يتردد عليه إلى جانب عدد من العائلات المعوزة قصد الاستفادة من القفة – فطور جاهز- أقارب المرضى الذين يمكثون بالمستشفى لرعاية ذويهم وأغلبهم يقطنون خارج الولاية ناهيك عن عمال الطاقم شبه الطبي المداوم بهذه المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في طب الأطفال. و الملفت للانتباه في أجندة جزائر الخير هذا رمضان هو فتح مطعم خاص لإفطار الرعايا الأفارقة بحي البركي حيث يقول السيد يوسف لبيوض نائب رئيس الجمعية بوهران أن الفكرة بدأت عندما شاهد أحد المتطوعين من سكان هذا الحي الشعبي عدد من الأفارقة وهو عائد من المسجد وقت الإفطار وهم يتناوبون على شرب الحليب و الخبز فلفت انتباه مسؤولي الجمعية إلى هذه الشريحة التي تتواجد بشكل كبير بالمنطقة بالجهة المعروفة بالبناء الفوضوي وأما غياب المحل لاحتواء هؤلاء النازحين الأفارقة اقترح المتطوع فتح منزله لهؤلاء شريطة تقديم المساعدة من الجمعية التي لم تتوان في تقديم المؤونة له وتزويده بكل الحاجيات الضرورية فكانت البداية بعدد قليل من الأفارقة الذين لم يسعهم بعد ذلك مرأب المنزل ليخصص بعدها جزء من الشارع لوضع موائد الإفطار و إطعام أكثر من 80 رعية إفريقية ، المبادرة التي استحسنها الجيران و سكان الحي إلى درجة أنهم لم يبخلوا في تقديم المساعدة لمتطوعي جمعية جزائر الخير. وجبات خاصة وإشادة بحفاوة المتطوعين يحي ، أبوبكر ،محمد وغيرهم من الأفارقة الذين قدموا أغلبهم من غينيا وغينيا بيساو وسيراليون والمالي كلهم أجمعوا على حفاوة الاستقبال والمعاملة الجيدة لسكان الحي و كذا المتطوعين الذين وقال يحي الذي يعمل بورشة بناء أن صديق له يعمل معه هو من دلّه على هذا المطعم وبحكم قربه من المسكن الذي يقطن به فضّل المجيء إلى المطعم و تناول وجبة الإفطار رفقة نظرائه من الرعايا الأفارقة في جوّ عائلي رغم بعده القهري عن وطنه غينيا بحثا عن العمل و تحسين مستواه المعيشي . وحسب السيد يوسف لبيوض فإن ما يميّز هؤلاء الصائمين هو الوجبات الخاصة كون الأفارقة لم يتقبلوا وجبات الجزائريين كالحرير ة و طاجين الفواكه الجافة و''الجلبنان'' وغيرها من الأطباق الرمضانية الجزائرية حيث كان المتطوعون يتخلصون منها في اليومين الأولين من بداية الإطعام الى حين تغييرها و التركيز على وجود العجائن كل مرة كالأرز و المقارونة وغيرها وهو ما وقفنا عليه أمس حيث كان الطلب كبيرة على هذه المادة رغم تنوع المائدة من حريرة و طاجين الفصولياء الخضراء بالدجاج المحمر و الياغورت و الفاكهة وكذا الحلويات الشرقية . 15 مطعما لضمان 2900 وجبة ساخنة وحسب نفس المسؤول فإن جزائر الخير التي شرع في العمل التطوعي منذ 2012 بنحو 10 مطاعم ارتفع العدد ليصل إلى 15 مطعما منهم 9 مطاعم يقوم بتحضير الوجبات وتمويل البقية بكل ما يحتاجونه من أطباق صحية و ذات جودة علما أن مصالح المراقبة و قمع الغش و نظيراتها من مديرية الصحة تتردد مرتين في الأسبوع على هذه المطاعم للوقوف على سلامة المواد الغذائية خاصة اللحوم وهو ما يشهده مطعم كناستال حسب المشرف عليه . وتتوزع هذه مطاعم الخير إلى 15 بكل من كناستال و حي خميستي بئر الجير وحي فلاوسن والبحيرة الصغيرة و سيدي البشير و بلدية حاسي بن يبقى و منطقة بوعمامة '' الحاسي '' وكذا بلدية الكرمة و السانية و بالضبط بحي باهي عمر و مطعم آخر بحي بوياقور ببلدية بوتليليس وكذا بمسرغين و قديل و المرسى الحجاج و طافراوي و ووداي تليلات هذا الأخير يقدم فقط وجبات ساخنة جاهزة ولا يضمن الإفطار في عين المكان . مطعما كناستال و الحاسي لعائلات المرضى و عمال الصحة وكما تميّز مطعم حي البركي يتوافد الأفارقة إليه تعرف بعض المطاعم التي يعود تسيير لجمعية جزائر الخير دائما زبائن من نوع خاص و يتعلق الأمر بعائلات المرضى المتواجدين بالمستشفيات و كذا العمال وطواقم شبه الطبي المداومين كما هو الشأن بالنسبة لمستشفى كناستال لطب الأطفال و مستشفى الأطفال المصابين بمرض السرطان و المركز الاستشفائي للتأهيل الوظيفي لضحايا حوادث العمل و المتواجدين بمنطقة الحاسي حي بوعمامة و هي المبادرة التي استحسناها المتوافدون على هذين المطعمين خاصة عائلات المرضى التي تجد صعوبة كبيرة في ضمان الفطور خاصة تلك التي تقطن خارج الولاية ولا تعرف تدبر أمورها بهذه المدينة الكبيرة . توزيع 1200 قفة رمضان على العائلات المعوزة و إلى جانب موائد الرحمان التي تضمنها جمعية جزائر الخير بوهران يعكف مسؤولو المكتب الولائي كل سنة على توزيع قفة رمضان على العائلات المعوزة التي يتم إحصاؤها على مستوى الجمعية وحسب المكلف بالإعلام السيد جمال موات فإنه سيتم توزيع نحو 1200 قفة هذه السنة على المحتاجين علما أن العدد قد عرف ارتفاعا بفضل تبرعات المحسنين ليصل الى 1200 قفة بعدما كان لا يتجاوز 500 قفة فقط . للأيتام موائدهم وألبسة العيد ويبدو أن العمل الخيري لهؤلاء المتطوعين بجمعية الخير لا ينقطع حتى أضحت نشاطاتهم سنة حميدة يسعون على تنظيمها في كل مرة كما هو الشأن بالنسبة لمائدة الأيتام التي تقام كل رمضان حيث تقوم الجمعية بتنظيم 4 موائد للأيتام هذه السنة بكل من وادي تليلات و حي خميستي – الاهرامات- و قديل و مسرغين من خلال مشاركة 800 يتيم مائدة الإفطار والتي تكون متبوعة بنشاطات خاصة للأطفال وتتختم بتوزيع ألبسة العيد حتى تكون الفرحة فرحتين بالرمضان و عيد الفطر لدى هذه البراءة المحرومة من حنان ودفء الوالدين . هذا إلى جانب الأيتام ستقوم الجمعية بتوزيع ألبسة العيد على أطفال العائلات المعوزة وعددهم 1200 طفلا في مبادرة لقيت استحسان العائلات الفقيرة منذ تنظيمها في أول مرة سن 2012 . سهرات دينية وجوائز لحفظة القرآن و لا تخلو أجندة جمعية جزائر الخير من الأعمال الخيرية خاصة في هذا الشهر الكريم حيث تعكف و منذ تأسيها على تنظيم سهرات دينية ومن المنتظر أن تشهد كل من وادي تليلات و قديل و مسرغين مثل هذه النشاطات الدينية إلى جانب أمسيات قرآنية واحدة منها خصصت للنساء وذلك يوم 27 رمضان القادم بفندق الموحدين حيث سيتم خلالها تكريم حفظة القرآن الذين عكفوا على حفظ كتاب الله العظيم . ق.م