تحدث ابن تلمسان الفنان عمر بلخوجة في هذا الحوار المقتضب، الذي خص به الجمهورية، عن يومياته الرمضانية بعاصمة الزيانيين، التي لها نكهة خاصة، من خلال العادات و التقاليد، التي يحرص التلمسانيون على التمسك بها في المناسبات الدينية، و كذا برنامجه الفني خلال الشهر الكريم، و حبه للأغنية الأندلسية، التي شب عليها في كنف جمعية "غرناطة"، و أدائه المتقن و المتميز لمختلف الطبوع الموسيقية، بما فيها الراي و الأغنية القبائلية. - كيف يقضي عمر بلخوجة يومياته في رمضان؟ - في الحقيقة هي يوميات عادية جدا، لا تختلف عن يوميات الجزائريين خلال رمضان، تكاد تكون روتينية، بين التسوّق أو في البيت مع أولادي و أحيانا أساعد زوجتي، و من حين لآخر أذهب إلى جمعية "غرناطة"، لقضاء بعض الوقت مع تلاميذ المدرسة، لكن الأهم في كل هذا بالنسبة لي، هو التفرغ للعبادة خلال هذا الشهر الكريم، لا يجب أن نفوت فرصة و مناسبة كهذه للتقرب من الله. - كيف هي علاقتك مع المطبخ؟ جيدة جدا، أنا أحب الأكل و الطبخ أيضا، و بإمكاني أن أحضر كل الأطباق، بل و أنافس الطباخات الماهرات في ذلك، أفضل تذوق كل ما لذ و طاب، أحب البوراك كثيرا، الذي أحرص عل تحضيره بنفسي، و "المحمر" و "البسطيلة لا سيما المحضرة بالسمك، و لا أحب تناول الحلويات بكثرة. - أنت حاضر في الساحة الفنية، لكنك في الوقت نفسه قليل الظهور، لماذ؟ - أنا لا أبحث عن الشهرة كثيرا و هذا اختيار طبعا، و مبدئي في الفن منذ البداية، فخور بانتمائي إلى جمعية "غرناطة" العريقة للموسيقى الأندلسية في تلمسان، التي التحقت بها و أنا طفل صغير، ترعرعت فيها و تعلمت أبجديات هذا التراث الأصيل بمدرستها، و لا أزال فيها إلى يومنا هذا، كل الجمعيات التي تؤدي الموسيقى الأندلسية، تحمل رسالة تتناقلها الأجيال، هي المحافظة على هذا الإرث الثقافي، أما الاحتراف فهذا أمر آخر، حصة ألحان وشباب مثلا، ترصد لها مبالغ مالية ضخمة، مع أنها لا تقدم شيئا، هناك مواهب كبيرة لم تنصف في هذا البرنامج للأسف، ربما صراحتي هذه، هي التي جعلتي لا أظهر بشكل مكثف. - معروف عنك أنك تغني ببراعة كل الطبوع الموسيقية، كيف؟ - صحيح، تشبثي بالطرب الأندلسي، لم يمنعني من غناء كل الطبوع الموسيقية، التي تأثرت بها كلها، بما فيها الراي و الأغنية القبائلية، كوني احتككت بالفنانين الكبيرين أكلي يحياتن و الراحل معطوب الوناس، لكن هذا لا يعني أيضا، أنني لا أسمع الأغاني الأجنبية و الشرقية، أحب سماع كل ما هو جميل، لا سيما الأغاني المهذبة، إلا التي فيها كلمات بديئة، و ليس لها أي معنى، فهي بالنسبة لي لا تمت بصلة لفننا و تراثنا لا من قريب و لا من بعيد، أحب أن أغني الراي الوهراني الأصيل، الذي أطربنا به الأستاذ الكبير الراحل أحمد وهبي، و الفنان القدير بلاوي الهواري، الراي الذي يبنى على الكلمة الموزونة، التي نسمعها مع كل أفراد العائلة، أتسف جدا للراي الذي يغنى اليوم، لا ألوم الأصوات التي تؤديه، بل المسؤولية يتحملها من بات يشجع هذه الأغاني اليوم. - ماذا عن برنامجك الفني خلال رمضان؟ - أحييت سهرة رمضانية خاصة بالمديح في تلمسان، و جئت إلى وهران مطلع هذا الشهر، بدعوة من الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، حيث أحييت حفلا فنيا بقاعة المغرب، مع الفنانة ريم حقيقي، و هناك أيضا حفلات أخرى، بعدها سأشارك في مهرجان الأغنية الملتزمة بتيارت، بأغنية تتغنى بحب الوطن، من كلماتي و ألحاني، هي اليوم تبث عبر أمواج إذاعة تلمسان في المناسبات.