زار أمس وفد فرنسي من الأقدام السوداء و أبنائهم جريدة الجمهورية، التي باتت قبلة للسياح الأجانب كلما زاروا وهران، حيث أبدوا إعجابهم الكبير بمتحف الجمهورية، الذي وقفوا عنده مطولا، و طافوا بمختلف أجنحته، التي تضم كما هائلا من الوثائق المهمة و الثمينة، و الصور الفوتوغرافية من زمن الأبيض و الأسود، و أخرى للصفحات الأولى، التي ميزت الأعداد الصادرة للجريدة، عبر حقب مختلفة من تاريخ هذه المدرسة الإعلامية العريقة، بداية من "ليكودوران" ثم "لاريبوبليك" و صولا إلى الجمهورية، كما اطلعوا على مختلف التجهيزات و الوسائل و الآلات القديمة، التي كانت تستعمل في إعداد و طباعة الجريدة. كما استعاد زوار الجمهورية البالغ عددهم حوالي 20 فرنسيا، الذين حلوا أول أمس بوهران، ذكرياتهم بمسقط رأسهم، و راحوا يسردون مقتطفات منها بتأثر كبير حد البكاء، ذلك أن وهران لا تزال ساكنة في وجدانهم على حد تعبيرهم، و الحنين إليها يراودهم دون انقطاع، و هو ما جعل الكثير منهم يحرصون على زيارتها باستمرار، مصحوبين بأولادهم و حتى أحفادهم في الكثير من الأحيان، حتى يتمكنوا من الوقوف على آثارهم، و كذا التعرف على المدينة التي نشئوا في أحضانها ذات يوم، و قضوا جزءا من حياتهم فيها. الزيارة هذه نظمت من قبل وكالة مغرب للسياحة، بالتعاون مع جمعية الأفق الجميل، التي تتولى دور المرشد السياحي و المرافق للوفد، وقد جاء هذا الوفد متبوعا بآخر حل أمس بوهران، يضم 86 فرنسيا من الأقدام السوداء أو أبنائهم، في رحلة تدوم أسبوعا كاملا، لاستحضار ذكريات الماضي من جهة، من خلال زيارة الأحياء التي ولدوا و عاشوا فيها، و وسياحية من جهة أخرى، من خلال إعادة اكتشاف المعالم التاريخية، التي تزخر بها وهران، و أيضا للقيام بزيارات خاطفة لبعض المدن المجاورة، على غرار تلمسان و مستغانم.