كشف المسرح الوطني الجزائري عن تخصيص احتفالية للكبير الراحل أحمد عياد بداية من شهر مارس القادم، من خلال إعادة تقديم مسرحيات له، لكن مع طلبة معهد الفنون الدرامية وهو أمر مستحسن بحكم أن مسرحياته أعيدت أكثر من مرة، كما تكلم الفنان قرمي عن المدرية الفنية للمسرح عن احتفالية عبر معرض و مشروع احتفال خاص حتى يعرف الجميع قيمة رويشد الفنية بعد رحيله وبعد نصف قرن . بالمقابل و أنا أستمع مسافرا لبرنامج إذاعي في القناة الأولى بعنوان على ركح المسرح، تفاجأت عندما قال ابن الفنان القوي الشخصية الراحل، عندما تحدث مصطفى عياد الممثل القدير الذي دخل التمثيل بقوة الطبيعة و الفن و بتدخل من الراحل المنسي مصطفى كاتب، تحدث عن تهميش غير معلن، في قوله أنه لم يتلقى أبدا عرضا من المسارح للعمل في مسرحيات و التوزيع في أدوارها ، خاصة أنه يحب العمل مع الشباب مثلما قال ... مصطفى كشف مثلما يعرف الكثيرون من المهمشين أن مشكل المسرح بالجزائر هو مشكل إخراج، مستغربا كيف يكون المشكل نصا و المسرح يمنحك حرية صناعة مسرحية من جملة ، متهكما قائلا أننا نملك " زوج مخرجين ..." ، هنا وجب أن استحضر قول "سليمان القراب" في القراب و الصالحين للرائع الراحل أيضا ولد عبد الرحمن كاكي " نتجر في الماء ولم أدعي الفهامة "...نعم الوضع اليوم يستحق أكثر من وقفة لأن المخرج هو كاتب النص و السينوغراف و السياسي و المثقف و المشقف و المتقشف في إبداعه و الكثير في كلامه بدون رؤى إيديولوجية ولا رسائل ..أو بالأحرى عندما تنتهي المسرحية كيفما انتهت سيجد أنه قدم رسالة ..الأمر هنا يتعلق أيضا بالحريات لذلك كان رويشد و جيله يحرصون على الحرية في تقديم عرض مسرحي متطور متغير حسب الجمهور و الراهن و القادم . « قل للناس السامعين الفاهمين في وقت بقيت الفهامة تتدلل، أين كانوا لهم الفهامة ، جبروها – جاءتهم من عش الهامة " مقتبس من القراب و الصالحين بصوت الفنان الراحل القدير محمد بلمقدم و مستحضر بعيد عن التجميل لواقع صعب مستعصي، لأن ما كشفه مصطفى عياد في حديثه على هامش تقديم كتاب جديد عن والده المبدع الراحل و ركزوا كم تكررت كلمة الراحل من البداية ، ما كشفه كفيل بثورة على مشهد قائم بناه البعض على قتل الآباء و تهميش الأبناء و غلق عين ماء سيدي العقبي ...ألم يكن " الماء لسيدي ربي ؟« أه يا مصطفى وقبلها أه يا حسان ... نعم اليوم تلوث الماء في قرية "بني دحان" و "بلاوز " البدوية و "بني زرنان" و تلوث القراب عندما كثر "الطلالبة " في مسرحية "القراب" على حساب الصالحين ...على حساب مصطفى عياد و أمثاله على حساب الراحلين ... بقي أن أقول أن الدرويش لم يمل من دروشته و لن يمل حتى تنتهي المسرحية، خاصة أن حليمة العمياء ذبحت العتروس و تحول إلى "قراب" ينتهي يوما فأخر ويوشك على الجفاف .