- أكد مدير مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية ببوزريعة، الشريف مريبع يوم الثلاثاء بتلمسان أن الجهود التي يبذلها المركز ووحدات البحث التابعة له تهدف إلى إفادة وزارة التربية الوطنية في إطار إصلاحات القطاع. ففي مداخلة له بمناسبة يوم دراسي حول أثر الإصلاحات التربوية في تعليم اللغة العربية، الجيل الثاني من التعليم المتوسط، أوضح السيد مريبعي أن هذه الجهود مكملة لجهود وزارة التربية الوطنية وتهدف كلها إلى تحسين تعليم اللغة العربية. وأكد على ضرورة مراجعة الكتب المعدة لفائدة قطاع التربية بغية تدارك النقائص المسجلة في مجال ممارسة التعليم مقترحا أخذ نتائج الأبحاث التي يقوم بها المركز بعين الاعتبار. ورحب مدير المركز بقرار وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط الخاص بتنظيم أيام دراسية مشتركة مع المركز ووحدة البحث لتلمسان. من جهتها، أعربت ممثلة وزيرة التربية الوطنية سامية منصوري عن استعداد القطاع مد جسور في مجال البحث حول إصلاحات قطاع التربية مذكرة بأن اللغة العربية تشكل أحد ثوابت الهوية الوطنية. وقالت إن هذه المساعي تهدف إلى إثراء معارف المتعلمين عن طريق استعمال حكيم للغة العربية اللغة الوطنية الرسمية مشيرة إلى أن "التلاميذ يواجهون مشاكل في الفهم ابتداء من الطور الابتدائي". وأوضحت أن اللغة العربية ينبغي أن تكون لغة الفهم والتعلم والتعبير داعية إلى ضرورة تعزيز تكوين المعلمين لبلوغ هذه الأهداف. كما دعت إلى الاستثمار في الدراسات والأبحاث التي تقوم بها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتجاوز مرحلة فهم الخطاب في المدرسة الابتدائية إلى مرحلة تحليله فضلا عن مد جسور بين القطاعين. و تميز هذا اللقاء الذي نظم بالمكتبة المركزية لجامعة أبو بكر بلقايد من طرف وحدة البحث في "واقع اللسانيات و تقييم دراستها، البلدان العربية"، بتقديم مداخلات لأساتذة من مختلف جامعات الوطن. و في هذا الصدد، استعرض الدكتور دويس محمد من المركز الجامعي للنعامة في قراءته للوثائق البيداغوجية باللغة العربية "الأخطاء و الاستعمالات الخاطئة لبعض المصطلحات ناهيك عن الأخطاء في الكتابة و النحو" مطالبا بمراجعة البرامج و تخفيفها خاصة في الطور الابتدائي. و من جهتها، تطرقت الدكتورة لغريس سهيلة من المركز الجامعي بمعسكر إلى دور الخطاب المدرسي في استيعاب التراث الثقافي، مشيرة إلى أن كتاب اللغة العربية يهدف إلى استيعاب التلميذ للعديد من القيم لاسيما المتعلقة منها بالهوية الوطنية و العادات و التقاليد و الروابط الأسرية. و في دراسة تقييمية لقراءة الكتب المدرسية من الجيل الثاني، أبرزت الأستاذة شنتوف أمينة من وحدة البحث بتلمسان أنه تبين من عينة تشمل 59 تلميذا من متوسطة "سبع شويخ" بتلمسان أن 06ر57% يعانون من صعوبات في قراءة النصوص و 24ر15% مستواهم في القراءة متوسط و أن 67ر27 % منهم يجيدون القراءة موصية في هذا السياق بتعزيز نشاط القراءة و تكوين الأساتذة. ومن جهته، اعتبر الدكتور بن علي فيصل من جامعة الجزائر 2 أن المردود البيداغوجي يبقى ضعيفا في مجال المقاربة بالكفاءات، مؤكدا أن "المعارف وحدها لا تكفي بل يجب تجسيدها في أرض الواقع". وخلال النقاش، أوضحت ممثلة الوزيرة أن التسمية الصحيحة لكتب الجيل الثاني هي "الكتب المعادة صياغتها حسب البرامج البيداغوجية لسنة 2013"، مشددة على ضرورة تكييف التلميذ مع محيطه. وقد سبق لوحدة البحث بتلمسان التي أنشئت سنة 2014 أن نظمت أربع ملتقيات أخرى عالجت فيها العديد من المواضيع منها "إشكالية القراءة" و "تدريس اللغة العربية".