متجاهلًا التحذيرات من حرب تجارية عالمية واحتجاجات حلفائه في أوروبا وفي الداخل ؛وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي ، قرار فرض رسوم جمركية بنسبة 25% و10% على واردات الصلب والألومنيوم على التوالي, مع استثناء كل من المكسيك وكندا و أستراليا , من هذا الإجراء, تاركا الباب مفتوحا لبقية الشركاء التجاريين للتفاوض من أجل إعفائهم من هذه الرسوم . هذا, عن الفعل, أما ردود الفعل , فقد تمثلت, في تهديدات بالمعاملة بالمثل من طرف بعض شركاء أمريكا, و في مقدمتهم التحاد الأوروبي ككتلة بلسان المفوض الأوروبي للاقتصاد والشؤون المالية بيار موسكوفيسي الذي أكد أن الاتحاد يملك "ترسانة إجراءات" للرد على قرار ترامب , أو كدول مثل ألمانيا و فرنسا و بريطانيا المنددة بالإجراء الإمريكي و متوعدة بالرد المناسب حيث يعد الاتحاد الأوروبي قائمة لمنتجات مستوردة من أمريكا بغرض فرض ضرائب عليها. كما جاءت ردود فعل مماثلة من الصين وروسيا و اليابان و استراليا( رغم استثنائها من دفع الرسوم الجمركية), يضاف إليها 11 دولة سارعت إلى توقيع اتفاقية التبادل الحر بين الدول المطلة على المحيط الهادي التي انسحبت منها أمريكا بقرار من ترامب, و تهدف إلى مواجهة النزعة الحمائية للتجارة العالمية . بقي أن نشير إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تستورد أربعة أضعاف إنتاجها من حديد الصلب و الألمنيوم لدى حوالي 110 دول عبر العالم . بعملية طرح بسيطة سنلاحظ أن الدول التي لم يكن لها أية ردة فعل على قرار ترامب , تمثل أغلبية شركاء أمريكا, و من هؤلاء من يعتبر هذه الأخيرة صديقا و حليفا استراتيجيا , بينما لا يراها ترامب سوى أرصدة مالية , سيلجأ إلى كل الوسائل (المشروعة و غير المشروعة) , للاستعانة بها للقضاء على العجز التجاري الامريكي المقدر بحوالي 800 مليار دولار العام الماضي .إنه الفرق بين دول الشعوب و دول الجيوب .