قال ويليام شكسبير (William Shakespeare) 1564-1616 (الدنيا مسرح كبير، وأن كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح) أمابريندا لوريل (Brenda Laurel) عام 1993 تبنت هذه المقولة باقتراحها بأن الكمبيوتر مثل المسرح لتقول (كل عالم الحاسوب يتجسد كخشبة مسرح ضخمة لأدائنا) لتحول الأمر من رؤيا المسرح الدنيوي إلىمسرح التقنيات الرقمية (الكمبيوتر والبرمجيات) بمقولتها هذه, وهذا يعنيبأنه علينا إعادة قراءة شاملة لثقافة التخاطب وتشكيل المفاهيم، بما يتلائم مع المعطى التكنولوجي للعصر, لان التقنية الرقمية بدخولها للمسرح بشكل عام والتقنيات المسرحية بشكل خاص أصبحت حقلاً مهما للدرس الجمالي على مستوى البناء الجمالي للخبرة المتحققة، معرفياً ومفاهيمياً، وعلى مستوى البناء المادي لأنظمة العرض المسرحي, ليمتاز بالحيوية والتجدد بما أسهمت به التقنيات الرقمية في بنائه وتطوره بمستجدات من أبحاث وبرمجيات تعد الركائز المهمة للبناء الفكري الجمالي للمسرح المعاصر, إذ يمثل التفاعل ما بين المؤثرات الحسية وتطبيقات التقنية الرقمية حافزاً مهما للتقنيين المسرحيين لتقديم صيغ جديدة للتفاعل مع التقانة الرقمية وما تطرحه من إمكانيات جديدة ومؤثرة فضلا عن ما تمتلكه وتتيحه من إمكانات وتحديات تقانية جديدة ناتجة عن التصاعد المتسارع في تطور برمجيات الكمبيوتر وما أفرزته من إمكانات في عملية التوظيف لهذه التقنية أثناء العقود الثلاثة الأخيرة للفن المسرحي. لذلك يمكن القول بعد هذا بان الكمبيوتر والبرمجيات تعد من أبرز مظاهر الثورة الرقمية التي عملت على توسيع فعالية الخطاب الحسي للعرض المسرحي والموجه للمشاهد المسرحي بزيادة القدرة على مخاطبة جميع حواسه والتأثير بمدركاته العقلية وبما أن الكمبيوتر ومكوناته هو مكون أساسي لوسائط عِدّه, والتي كانت على مستوى عالي من الجودة والأهمية في تحقيق التكامل بين العلوم والفنون لذا فأنَّ بنيته التقنية وسعت الإمكانيات المتاحة للمسرح التقليدي بإضافة قوة أضافية إلى المخرج والتقنيين وكُتاب الدراما والكيفية التي تؤثر على المتلقي.