بخصوص عدم اختيار عروض مسرحية جزائرية لتقديمها في الدورة القادمة من مهرجان المسرح العربي المزمع عقده شهر جانفي 2019 بالقاهرة بإشراف الهيئة العربية للمسرح، فإنني أعتقد أن الذنب لا يقع على عاتق الهيئة العربية للمسرح، بقدر ما يقع على كاهل كل المشتغلين بالفن المسرحي الجزائري فنانين و مسيرين ، فمسرحنا الجزائري منكوب في أبنائه و مواهبه و طاقاته و كفاءاته ، و هو فضلا عن ذلك منكوب في مسيريه والمشرفين عليه من مدراء المسارح إلى غاية الوزارة الوصية التي أغفلت المسارح وهمشتها سواء فيما يخص تعيين القائمين عليها او مدها بالإمكانيات اللازمة، بل إن بعض المسارح قد أغلقت أبوابها و أخرى مازالت بلا مدير، و ما ينشط منها فبطريقة كعبر و مد للأعور. و الحال أن غياب مسرحنا الجزائري عن المشاركة في مهرجان المسرح العربي بالقاهرة هو نتيجة منطقية للبريكولاج المسرحي و الثقافي عندنا. كي يكون مسرحنا بخير لابد من إرادة سياسية تعيد للفعل الثقافي أهميته و قيمته المفقودة ، لابد من تفعيل دور المسارح في واقع المدن و في حياتها اليومية، لأن مدينة بلا مسرح أو مسارح هي في الحقيقة قرى منتفخة و ليست مدنا أبدا، لابد من تخصيص الميزانيات المالية اللائقة و توفير الإمكانيات اللازمة لأن المسرح اليوم صناعة و فن و ليس مجرد فبركة للفذلكة ، و كي يكون مسرحنا بخير لابد من تعيين أحسن الكفاءات المسرحية لإدارة المؤسسات المسرحية و ليس أشخاصا غرباء عن فن المسرح ، لابد من جلب الطاقات الشابة الموهوبة المختصة في صناعة الفرجة و مهن العرض، لابد من قوانين مجدية لتطوير الحركة المسرحية ، لابد من تشجيع البحث العلمي في مجال المسرح ، لابد من تشجيع الكتاب و النقاد و تأسيس المجلات المسرحية ، و كي يكون مسرحنا بخير لابد من تقاليد مسرحية و الابتعاد عن العصب و الشللية الفارغة المقيتة، لابد من الاهتمام بالتكوين و تأسيس أكاديمية للفنون، و لابد و لابد ، و كم نحن بعيدون عن حلم حراك مسرحي قوي للأسف الشديد ، فأنا عندما زرت العاصمة الألمانية برلين وجدت فيها أكثر من 200 مئتي مسرح نشيط، و نحن للأسف نعيش في مدن بلا مسرح واحد و إن وجد فهو قلما يفتح أبوابه. فكيف لنا و الحال هكذا أن نتحدث عن المشاركة في مهرجان المسرح العربي؟؟؟.