تعاون فني مشترك مع مطرب البدوي الشيخ رابح الفيلاري أكد الشاعر محمد عباس من ولاية البيض على ضرورة جمع الشعر الشعبي و تدوينه للحفاظ عليه من الضياع ، وكذا تشجيع الشعراء المبتدئين عبر إنشاء لجنة للقراءة والإكثار من التظاهرات التي تهتم بالملحون باعتباره جزء لا يتجزأ من ثقافتنا الشعبية ، كاشفا أن هناك تعامل فني مشترك مع مطرب البدوي الشيخ ميلود الفيلاري من تيسمسيلت من أجل تسجيل قصيدته * الهاتف * التي حققت مشاهدة قياسية على اليوتيوب ، إلى جانب تصريحات أخرى تابعوها في الحوار التالي : كيف كان بدايتك مع الشعر الملحون ؟ بدايتي مع الشعر كانت سنة 1991، عندما كتبت قصيدة عن العراق أقول فيها **يا خيرة ما ولدت العراقية .. قيادة وأمخاخ اعطات البرهان**، وقصيدة ثانية أرسلتها إلى الوالدة رحمها الله من ليبيا أقول في مطلعها ** حتى يوم العيد .. نفسي مكسورة وأم الحبيب جالس بحذايا ** ، وخلال سنة 2010 ، بدأت أقرأ قصائدي أمام الناس، وبالصدفة وعند استضافتي للصحفية حمداني خيرة ببوعلام قالت إن إذاعة البيض طلبوا منها قصيدة عن الثورة ، لكنها تأسفت بحكم أنه لا يوجد شعراء بولاية البيض، حينها أبخرتها أنني سأكتب لها قصيدة ، فاستغربت معتقدة أنها مزحة، وبالفعل كتبت قصيدة سميتها نوفمبر أقول فيها **ما يكفينا بحور حبر عن الثورة ينشف اللي اوصف أرض الأحرار**، وقد سجلتها للإذاعة، بعدها نزلت ضيفا بحصة ** قعدة عشوة**، ومن ثمّ التحقت بدار الثقافة إلى جانب كوكبة من الشعراء، و أسسنا جمعية تحت رئاسة الشاعر ربح الله محمد، وهكذا صرت أشارك في الملتقيات والحصص الإذاعية و التلفزيونية التي تهتم بالشعر الملحون . ما هي أهم التظاهرات التي شاركت فيها ؟ شاركت في العديد من التظاهرات، منها الملتقى العربي الرابع بقسنطينة ،الملتقى الوطني الأول للقصيدة الثورية بمستغانم ،الملتقى العاشر بتيسمسيلت ، الملتقى الوطني الخامس بالأغواط ، الملتقى الدولي بقفصه بتونس، كما كان لي حضور أيضا في * لمة الأحباب* بالقصرين بتونس وأيضا الملتقى الوطني الأول للشعر الشعبي بتلمسان و مستغانم و غيرها من الولايات .و قد تحصلت على وسام السيد الرئيس في مستغانم عن القصيدة الثورية، و وسام درع الشرف بتونس الشقيقة . من هم الشعراء الذين تأثرت بهم ؟ تأثرت بالكثير من الشعراء ، أبرزهم الشاعران جلجلي جلول و عمار الزيعر من البيض وهو الآن يقطن في عين كرمس بولاية تيارت ، كما كنت أقرا للكثيرين كمحمد بلخير ، سماتي ، بلقيطون، بن كريو، بن ابراهيم ..الخ . ما هي المواضيع التي تلهمك في كتابة القصيدة الشعبية ؟ أكتب في الغزل والفكاهة والوصف،وكل ما هو اجتماعي أيضا ، إلى جانب الرثاء و الشعر السياسي، و أهم قصيدتين أملكهما في رصيدي هما **مناظرة بين الهاتف المحمول والثابت **و **الحرمة ** التي تجاوز عدد مشاهديها على اليوتيوب مليون و 400 مشاهد. وقد طلب مني قصيدة *الهاتف*الشيخ ميلود فيلاري مطرب التراث البدوي من تيسمسيلت ، و نحن ننتظر أن تؤدى موسيقيا قريبا. حدثنا أيضا عن كتاب ك الجديد * سلوة الأنفاس في شعر محمد عباس ** ؟ إنه الإصدار الأول، حيث يضم 37 قصيدة، و يعتبر أول ديوان عن الشعر الملحون، إذا ما استثنينا ديوان محمد بلخير الذي ألفه الدكتور بوعلام بسايح رحمه الله ، وقد أصدرت هذا المؤلف بوسائلي الخاصة ، و قد تكون هناك طبعة ثانية لهذا الكتاب في انتظار إصدار ديوان ثان. كيف ترى واقع الشعر الشعبي بولاية البيض؟ ولاية البيض هي منبت الشعر الملحون، وكما يقال * تقلب الحجرة تلقى شاعر..*... وهذا ليس مدح أو غرور ، فنحن نملك في ولايتنا فحولا في الشعر الشعبي مع احترامنا للشعراء الكبار في ولايات كثيرة مثل الأغواط والجلفة ، بسكرة ، المسيلة و تيارت . ما هي المشاكل التي تواجه هذا النوع من الأدب الشعبي ؟ هناك مشاكل كثيرة ، أهمها الصعوبة في توثيق و طبع الدواوين، إذ يصعب على الشاعر طبع إنتاجه من الشعر ، خصوصا الفقير، إلى جانب غياب الدعم والاهتمام بالكبار أمثال الشاعر الظاهرة ميلود بلموموس الذي يملك شعرا قويا، والأسوأ أنه في كل طبعة من طبعات خيمة الشعر الشعبي تكون هناك توصيات لكنها لم تجسد بعد ، وحتى التظاهرة لم ترق إلى مهرجان، دون أن ننسى غياب الاهتمام الإعلامي . ما هي رسالتك لمسؤولي قطاع الثقافة ؟ أدعو المسؤولين بقطاع الثقافة إلى الاهتمام بالشعر الملحون ، فولاية البيض تزخر بموروث شعبي وقوة كبيرة، في الشعر والقول، وفي الغناء والفلكلور، إذ لابد من إقامة مهرجانات تقام على مستوى ولاية البيض لتشجيع المبتدئين على تدوين الشعر الملحون ، خاصة المتعلق بالشيوخ المعروفين مثل الحاج بديار صحراوي و الحاج إبراهيم نواص، ومن المفروض أن يُدرّس الملحون في المدارس.