قدمت تعاونية بذور الثقافية لوهران مسرحية «سقوط « للفنان محمد آدار على ركح المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران ، حيث جسد أطوار العرض 4 ممثلين ،ممثلتين في دور الثانوي وممثلين في الدور الرئيسي في 3 لوحات غلب عليها الطابع الغنائي والشعبي و تكرار الكلام دون أن يصل الممثل إلى المغزى من الحكاية المجسدة. لم يُوفق الكاتب في تأليفه للنص حتى أنه حاول أن يستعمل الأسلوب العبثي في كتابته، إذ أنه بنى نصه على فكرة الهجرة من الوطن والعبثية ، في المسرح لا فكرة لها ولا منطق تتداخل فيها العناصر حتى تصل إلى المتلقي . حاول الكاتب إدخال الأسلوب الشعبي، في شخصية المرأة التي تبكي أباها القوال، وهنا تمازج العبثي مع الشعبي ،حتى ضاع المتلقي في ما بينهما،و لم يعرف الواقع من الخيال في كل هذا رغم أن العبث هو مزيج بين الدراما و الكوميديا ، وهذا ما جسدته شخصية سعدي لأنه يبين لنا الواقع من منظور مغاير،عكس ما نراه وهو أنه مهما كان ذلك الواقع ، فإنه في آخر المطاف مؤلم ، هذا ما كان في لوحة الجنازة التي أقيمت للسعدي رغم أنه مزال على قيد الحياة . مسرحية « سقوط « لا تعالج مشكلة الهجرة، بل هي تطرح إشكالية الهوية والذات لأن « سعدي» هاجر للبحث عن حياة الرفاهية، لكنه غاص في ملذات الحياة و ضاعت هويته وأصوله ،حتى أنه لم يعد يتذكر نفسه. إذا كان الشكل العبثي في المسرح لا يعتمد على تسلسل الأحداث، فإن مسرحية « سقوط « كانت ذات أحداث متسلسلة اللوحات تكمل بعضها البعض ،حتى أنها لم تبنى على حبكة درامية هذا ما يجعلها تتداخل بين العبثي و الكلاسيكي الأرسطي، وقد كانت حركات الممثلات على الخشبة منحصرة في يمين الوسط ، إلى وسط الوسط استعملت الممثلة الرئيسية الشكل الكورالي الأوبرالي ،وساعدها صوتها الذي يجدب المتلقي، أما الممثلتين المتبقيتين لم يضيفوا للعرض أي إضافة، و في اللوحة الثانية دور سعدي الذي نراه كثير الحركة و يستعمل الطابع الكوميدي أعطى للعرض روحا ونفسا جديدا ، كونه عرف كيف يصل بكلامه إلى المتلقي ليتجاوب معه، ربما لم يوفق لا الكاتب ولا المخرج في هذه المسرحية بالشكل المنتظر منه مئة في المائة من قبل المتلقي إلا اننا في هذا المقام لا يمكننا أن نذكر أن هناك بعض النقاط الجميلة في العرض .