ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالإخبار ما لم تزود .. مقولة للشاعر العربي فيها كثير من الحكم التي تظل صالحة عبر كل الأزمنة نقولها لان ما تطالعنا به الإخبار اليومية من ملفات للفساد والاشخاص المتورطين فيها خصوصا حينما يتعلق الأمر بكبار القوم فدلك ما لم نألفه أبدا في وقت مضى.. آلية محاربة الفساد تحركت بعدما حركها الحراك الشعبي وأضحت لقوانين الجمهورية معنى في ظل الجمهورية الجديدة المنشودة .. فالفساد إخطبوط ليس من السهل القضاء عليه* بشربة مية* بيد انه على الأقل تم استدعاء مسؤولين كبار ورجال أعمال كانوا من قبل في عداد* المحظوظين*الدين لا يهم عندهم دستور ولا أحن . محاربة الفساد في بلد ينشد العدالة والشفافية في تسيير الشأن العام مسار طويل النفس وله من الترسانة القانونية ما يجعل سبل المكافحة شرعية ودستورية، فالأمر متروك لعناية أهل الاختصاص حينما ينعقد الاختصاص. لكن أين كانت كل هده الملفات المدفونة بعناية فائقة في وقت أصحابها كانوا يمرحون ويرتعون بلا وازع ولا رادع. لقد اختلط المال الفاسد بالسياسة وحشر انفه في شتى الأمور حتى طفح الكيل ورجحت الكفة للفاسدين وكدنا نقول على وطننا السلام.. إلا أن دوام الحال من المحال ولا بد من القسطاس. المال العام ملك لكل الجزائريين مثقفهم وجاهلهم عاقلهم ومعتوهم كبيرهم وصغيرهم يصرف قانونا فيما يليق وليس فيما لا يليق من الفجوات التي تضيق حتى يقتنص أصحابها الفرض الذهبية للاغتراف بكل دهاء ومكر.. ضانين أن الحبل سيترك دوما على الغارب ويذهب القارب في عباب التربح والكسب غير المشروع.. ساعة الحقيقة دقت وعقاربها ضبطت والكل مع المنتظرين..