اعتبر المحامي ورئيس المركز الجزائري للدراسات القانونية لحسن تواتي حملة مكافحة الفساد التي تشنها السلطات العليا خطوة في طريق استرجاع الثقة بين المواطن ودولته، و استعادة هيبة الدولة بعد أن وصل الأمر للامعقول ومهازل لا يمكن وصفها عالميا. وقال تواتي في برنامج "ضيف الصباح" للقناة الأولى، هذا الأثنين، أن مكافحة الفساد أفضل برنامج يقدم للشعوب على مستوى العالم بأسره لأن أفضل ما فيه –يضيف- هو تحرير الكفاءات ،، " فتحقيق مبدأ الجزاء والعقاب يعيد إحياء الكفاءات، خصوصا في جهاز العدالة وشركائه، ويجبر النخب الفاسدة على إعادة التموقع وإعادة نمط تفكيرها"حسب تعبيره. ويعتقد ضيف القناة الأولى أن أفضل شيء في حملة مكافحة الفساد هو أن القضاء سيعود لتصدر الواجهة وهو ما يجعل المواطن يشعر أن بابا جديدا قد فتح يمكنه أن يستعيد عبره حقوقه ووطنه بالدرجة الأولى، مضيفا أن هذا الأمر سيجعل الجزائري أيضا يحلم بغد أفضل لكن بشرط تطبيق القانون حسب تأكيده. و في هذا الصدد حث المحامي تواتي على ضرورة تطبيق القوانين لتحقيق انطلاقة سليمة رغم علمنا –يضيف- بان القوانين الجزائرية هي الأسوأ في العالم لأنها تعتمد على النظام الفرنكفوني بعد أن استنسخنا النماذج الفرنسية القديمة يعود بعضها إلى 1871، وحتى فرنسا نفسها تخلصت منها وبدأت تتجه لقوانين نظام الكومنولث. ما يؤكد جدية الحملة لدى المواطن –حسب ضيف الإذاعة- هو أنه عملية محاسبة الفاسدين تم الشروع فيها من أعلى هرم السلطة. وأوضح: "لو رأى المواطن أن الجملة مست في البداية صغار المسؤولين والمدراء سيعلم أن هناك تلاعب، وبالتالي لا يمكن بناء الدولة وإعادة الثقة للمواطن دون وقف النزيف الذي كانت تعيشه الجزائر في السنوات الماضية". ويضيف المتحدث أن تحييد العصابة سيسمح للشعب الجزائري بانتخاب رئيس جديد بأريحية قائلا: لو بقيت العصابة فإننا لن ننتحب رئيسا جديدا لأنهم سيعملون على تعفين الوضع أكثر، ويرفضون الذهاب للإنتحابات لأن الصناديق ستلفظهم ولن تساعدهم في تحقيق مشاريعهم ومصالحهم ومصالح أسيادهم بالدرجة الأولى خاصة فرنسا التي لن تتركنا وشأننا، لأن أي انتخاب رئيس شرعي يعتبر استقلال جديد، هذا ما يحب أن يعلمه المواطن. كما أن دولة شقيقة، وهي المغرب، تعمل بدورها منذ مدة على تعفين الوضع".