هل طوِيت ورقة المنتدى الوطني للحوار دون التوصل إلى ملموس أم تركت الباب مفتوحا لاجتهاد جديد قد يضع قطار الحوار الوطني على سكّة الحل الشامل ، و لملمة الأزمة الجزائرية بالعبور في أجل محدّد و محدود نحو انتخابات رئاسية ، يرى فيها عديد المحللين أنّها مخرج المخارج و حل بنسبة كبيرة للدوامة التي دخلت فيها البلاد؟ مآخذ كثيرة تمّ تسجيلها ضد منتدى الحوار الوطني و لعلّ من أهمها غياب عديد الأسماء الوازنة في الساحة الوطنية و هي أسماء برزت من جديد منذ اندلاع انتفاضة الحراك الشعبي و طالبت عديد الأفواه بإشراكها في كل خطوات مبادرة الحل ، من أمثال ليمين زروال و مولود حمروش و مصطفى بوشاشي و أحمد طالب الابراهيمي و التكنوقراطي مقداد سيفي و أحمد غزالي و بن بيتور و بعض آخر. هذه الأسماء لا نعرف إن كان تمّ اقصاؤها أو أقصت نفسها تحت ظروف ما . و حتّى التشكيلة البشرية التي جاءت إلى الندوة لقيت انتقادا باعتبارها قد طغت على واجهتها الأحزاب السياسية التي لا تزال برمّتها في قفص الاتهام الشعبي لعدم لعبها الدور الموكل إليها و يحمّلها ما وصلت إليه البلاد . و قالت مصادر من داخل منتدى الحوار أنّ الأحزاب أظهرت نيّة الاستحواذ على المبادرة و تقديم المبادرات ، بل بعضها غادر القاعة بمجرد انتهاء كلمة الأحزاب غير مكترثة للفئات الأخرى التي حضرت المنتدى . و في مضمون المنتدى أعاب حاضرون لفعالياته أنّه لم يركز على ضرورة إيجاد و بسرعة آلية التخلص من المرحلة الانتقالية و هذه الآلية مما لا شك فيه هي تسريّع اجراء الاستحقاق الرئاسي ، إذ بمطالبة بعض من الطبقة السياسية الدولةَ و على رأسها عبد القادر بن صالح ضمانات حقيقية تكون بمثابة تطمينات للاستحقاق هدرا لمزيد من الوقت الذي لا يلعب لصالح البلاد. و راح آخرون يؤكدون أن يكون النصيب الأكبر في المرحلة القادمة و التي تعتبر تنظيم الانتخابات أكبر همّها لشباب الحراك الشعبي و معروف أنّ الحراك لحد الآن منقسم من حيث الرؤية و الأولويات . و لو أنّ بعض الأحزاب المشاركة في منتدى الحوار قد رأت في الخطاب الأخير لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح ليونة بتعهده عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في ذات المنتدى و ترك الحرية للمبادرات الوطنية التي تتماشى مع إطار الدولة الجزائرية و الحفاظ على مكتسباتها ،فإنّ أطراف أخرى تؤكد غياب إرادة سياسية في اختيار شخصية قوية تسيّر الانتخابات ، لا تمارس عليها ضغوطات و تكون في مستوى الحدث . و يطمح الجزائريون الى بلوغ مرحلة الاجماع في إطار مبادرة المجتمع المدني و بعدها الذهاب الى ندوة سياسية للوصول الى شبه توافق وطني على الخطوط العريضة للمبادرة ، كما أنّ مسألة العودة الى المسار الانتخابي مرهونة بتهيئة الجو السياسي و اختيار شخصية توافقية أو مجلس توافقي بالإضافة إلى حكومة جديدة توافقية حتى يطمئن المواطن و بعدها يمكن الحديث عن حوار وطني شامل .