الجزائر تنهض و تنتصر وتحقق المعجزات عندما تريد ذلك سواء في الحرب أو في السلم وقد بدأت مرحلة جديدة في ظلال الحراك الشعبي السلمي الذي بلغ من العمر ستة أشهر كاملة وحقق الكثير من المنجزات ولم يبق أمامه إلا القليل للتخلص من النظام الفاسد ورموزه وانحرافاته المشينة ونهبه لخيرات الوطن وقد يكون إعلان رئيس الدولة السيد عبد القادر بن صالح عن وجود قائمة للشخصيات الوطنية ذات الثقة والمصداقية لتشرف على الحوار الوطني سيكون المخرج المناسب للوضع السياسي الحالي وذلك بالتوصل إلى اتفاق جامع وشامل للحل في شكل عقد وطني ملزم لكل الأطراف الوقعة عليه والراغبة بالانضمام إليه والعمل بمقتضاه وذلك من أجل تشكيل اللجنة المستقلة لتنظيم الانتخابات الرئاسية في اقرب وقت. فالبلاد تحتاج إلى رئيس منتخب وشرعي يعمل على تحقيق مطالب وأهداف الحراك السلمي وعلى اللجنة المكلفة بالإشراف على الحوار أن تكون في مستوى تطلعات الشعب الجزائري التواق إلى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة وأن تقتدي بالفريق الوطني لكرة القدم في وحدته وانسجامه وصبره وتفانيه وإرادته القوية في تحقيق النصر ورفع علم الجزائر الكبيرة العظيمة بدولتها ومؤسساتها المتماسكة حيث تتجلى الوطنية بأعلى معانيها. إن الحوار الشامل والمتعدد الأطراف سيكون صعبا وطويلا إذا أصر كل طرف على فرض رؤيته الخاصة وأفكاره وتلبية طموحه في السلطة وقد تكون مهمة البعض زرع الشك والريبة والتشويش لمنع التوصل إلى حل وهناك جهات في الداخل والخارج لا تريد الخير للجزائر وقد بدأت أصواتها ترتفع من وراء البحر كالعادة في شكل رسائل ليتردد صداها هنا لهذا على اللجنة المنتظرة أن تتصرف بالحكمة الجدية والصرامة لتتمكن من إدارة الحوار بنجاح والتحكم في تسييره بشفافية وذلك يتطلب تحضيرا مسبقا وإعداد أرضية للنقاش تحتوي على جدول محدد للعمل وضبط قائمة المشاركين والمتدخلين وتحديد فترة زمنية لهذا الحوار لا يتعداها حتى نتجاوز الظرف الراهن ونحقق الانتقال السلمي والسلس ببناء نظام سياسي جديد يكون من الشعب والى الشعب.