تُعتبر الشاعرة الأكاديمية بن سرحان فضيلة من الشاعرات المتميزات والأسماء القليلة التي تصدّرت المشهد الشعري والثقافي في ولاية البيض، حيث أنها استطاعت أن توفق بين الدراسة وموهبتها الشعرية، التي قدمت من خلالها العديد من القصائد الناجحة في المدح والهجاء والغزل .. للشّاعرة بن سرحان فضيلة مُشاركات في عدة مهرجانات وتظاهرات ثقافية محلية وجهوية وأيضا وطنية ودّولية..كما نالت شهادات وجوائز في الكثير من المناسبات، ولها دور هام في تنشيط الأمسيات الشعرية بدار الثقافة محمد بلخير، ومن أبرز انجازاتها جمعية "المرحول" التي أسستها للحفاظ على الموروث الثقافي والشعري ، ومن أجل التعرف عليها أجرينا معها الحوار التالي: @ من هي فضيلة بن سرحان ؟ ^ أنا شاعرة ورئيسة جمعية "المرحول" للصف والشعر والقول، من مواليد 14 أكتوبر 1991 بالبيض، زاولت دراستي الابتدائية بمدرسة خداوي محمد، ثم بمتوسطة "كركب قدور"، بعدها التحقت بثانوية " هواري بومدين" بالبيض، إلى أن تحصلت على شهادة البكالوريا شعبة آداب وفلسفة وواصلت دراستي الجامعية بالمركز الجامعي نور البشير، أين تحصلت على شهادة ليسانس في التاريخ، ثم أكملت دراستي بجامعة تيارت فتحصلت على شهادة الماستر في التاريخ تخصص مغرب إسلامي. . @ كيف كانت بدايتك مع الشعر؟ ^ في البداية وجدت تشجيعا كبيرا من قبل عائلتي وأنا في سن مبكرة، على رأسهم والدي الذي كان يعشق الفن البدوي القديم ويهوى الاستماع لأمثال الشيخ المماشي، والجيلالي عين تادلس والشيخ حمادة والشيخ المداني وغيرهم ..كان والدي يحدثني كثيرا عن القصائد التي يلقيها و يغنيها شيوخ البدوي على آلة "القصبة" ، وبما أني نشأت وسط عائلة بدوية ومنطقة تزخر بالموروث الشعبي ، كنت أحفظ فن "القول " وأردده في الأفراح والمناسبات، وعليه فمن العوامل التي أثرت فيّ كثيرا هي مرافقة والدي الذي كان يحضر لي دواوين وقصائد في الشعر الشعبي ، و أنا كنت أحفظها مثل " ديوان عبد الله بن كريو"، وأول قصيدة وجدتها عند الوالد هي للشاعر " جلجلي جلول"، بعدها بدأت الكتابة وكان أول شخص قرأ قصيدتي هو والدي. بعدها توغلت أكثر في عالم الشعر ، واندمجت مع الشعراء الذين شجعوني أكثر ودعموني ، إلى أن تم تنصيبي في مرحلة الجامعة كعضو مكلف باللجنة الثقافية والسياحية في الديوان الولائي للسياحة بولاية البيض؛ فنظمت أمسيات شعرية دعوت فيها مجموعة من الشعراء من ولاية الجلفة وعين الدفلى و تيسمسيلت ودكاترة من ولاية سعيدة، بعدها قررت تأسيس جمعية ثقافية وطرحت الفكرة على أصدقائي من شعراء وإعلاميين، فأيدوا الفكرة وكان اسمها جمعية " المرحول" للصف والشعر والقول ، التي تأسست بمباركة من شعراء جمعية " بيت القصيد"، وأصبحت تنشط داخل الولاية وخارجها، كما كونت فرق بدوية خاصة بالجمعية بما فيها فرقة "القول " الخاصة بالبنات الشابات. @ عن ماذا تتحدثين في أشعارك ؟ ^ أركز أكثر في قصائدي على المدح والهجاء والغزل، وأسعى دوما للحفاظ على أصالة الشعر الشعبي العريق النابع من الأصالة.، و للأسف لم يسبق لي وأن دونت قصائدي من قبل ، لكني أعمل حاليا على تدوينها حتى تكون في متناول القراء في أقرب وقت ممكن . @ ما هي أجمل ذكرى في مشوارك الإبداعي؟ ^ أجمل ذكرى لي كانت في مرحلة المتوسطة،عندما شاركت في خيمة الشعر الشعبي خلال طبعتها الثانية، التي أقيمت بدار الثقافة محمد بلخير، وهناك وجدت مجموعة من الشعراء الذين احتضنوني بكل حب وتشجيع، وكانت أول فرصة لي في الظهورعلى الساحة المحلية واكتشاف موهبتي ، بعد ذلك أصبحت أشارك في النشاطات و الأعياد التي تقام في المتوسطة مثل عيد العلم وعيد المرأة . فكنت أعتلي المنصة وأقرأ الشعر بحضور أساتذتي وزملائي التلاميذ، بعد ذلك انتقلت إلى الثانوية وكان التشجيع أقوى، حيث أصبحت أكتب النص المسرحي وأمثل ، وتوسعت في النشاطات وتوطدت علاقاتي مع الشعراء ، ما زاد في صقل موهبتي بعد ذلك واصلت مشاركاتي في الطبعات الموالية لخيمة الشعر وغيرها من المناسبات الثقافية التي تقام بالولاية . @ كيف سجلت حضورك كشاعرة في منطقة البيض؟ ^ تشجيع عائلتي كان عاملا أساسيا لتخطي كل العقبات وأنا في بداياتي، حيث كان والدي يرافقني ويحفزني حتى أحتضن الشعر وكما يقال "فإن الإرادة تصنع المعجزات "..وفعلا إرادتي وعزيمتي وحب الموهبة وحب التميز ، جعلوني أواصل مسيرتي، دون أن أنكر وقوف أصدقائي المقربين إلى جانبي، من إعلاميين وشعراء ... @ ما هي القصيدة التي كان لها تأثير كبير عليك ؟ ^ القصيدة التي كان لها أثر كبير عليّ ، هي القصيدة التي سبقتني للجمهور "الشيباني" ، وهي قصيدة تدخل في إطار السخرية ، كتبتها سنة 2015 ، ولازال الجمهور لحد الآن يطلبها مني بكثرة ، وهي التي قربتني أكثر من الناس ومن أحب القصائد إلى قلبي، ولمن يريد الاستماع إليها، فهي "اليوتوب" @ ما هي طموحاتك ؟ ^ رغم طول الطريق ، إلا أني مازلت واقفة في وجه الصعاب، فالأهم عندي أن أصل إلى مبتغاي وما أصبو إليه منذ سنوات، ويبقى هدفي الأسمى هو الحفاظ على الموروث من الاندثار وتشجيع المرأة المبدعة. @ ماذا عن مشاريعك المستقبلية ؟ ^ من بين مشاريعي المستقبلية، طبع ديواني الشعري الذي أجمع فيه جميع قصائدي.