يعتبر الشاعر نعيمي الدين من الشخصيات المثقفة بالأبيض سيدي الشيخ احتلّ مكانة بارزة بين الشعراء واستطاع أن يزاوج بين وظيفته كإداري التي قضى فيها حوالي 32 سنة وموهبته الشعرية التي أعطته شهرة كبيرة بالجهة حيث يعتبر نموذجا حيا في إثراء المشهد الثقافي بمشاركته وإسهاماته الفعالة من خلال حضوره القوي في معظم المناسبات كالمهرجانات والتظاهرات الثقافية التي تحتضنها المنطقة أبرزها خيمة الشعر الشعبي الذي يعرف اهتماما من قبل المثقفين والشعراء بمنطقة البيض عموما اشتهر منذ بداياته بالشعر الملحون بقصائد المدح والهجاء ، الرثاء، الغزل والحكمة ومن اجل التعرف على مسيرته في الشعر الملحون إتقربنا منه وآجرينا معه الحوار التالي : - من هو السيد نعيمي دين؟ ^ هو شاعر من مواليد 07/03/1955 بمدينة الأبيض سيدي الشيخ، زاولت دراستي الابتدائية في مدينة البيض بمدرسة ابن خلدون وثم بمتوسطة بإبن باديس وانقطعت عن الدراسة لأسباب عديدة منها الظروف المعيشية حيث كانت عائلتي تقطن بالبادية بمنطقة عين الجديدة وقلة الإمكانيات وشح المواصلات مع ممارسة مهنة الرعي وبعض الأعمال الفلاحية و بعد تأدية واجب الخدمة الوطنية، تابعت دراستي الثانوية عن طريق المراسلة ثم التحقت بمركز تكوين المنشطين الرياضيين بالجزائر العاصمة ثم ولوج عالم الإدارة سنة 1978 بمصلحة الحالة المدنية ببلدية الأبيض سيدي الشيخ والتدرج في الرتب آخرها ملحق رئيسي للإدارة و أحلت على التقاعد سنة 2017 منذ ذالك الحين تفرغت لتطوير موهبتي الشعرية أعشق عملي كان هو الملهم لي في أغلب الأحيان كما تعرف ضغط وظروف العمل والتعامل مع المواطنين وبعد يوم شاق كنت أجد المتنفس الوحيد في كتابة الشعر والتعامل معه بصفة دائمة. - كيف كانت بداياتك مع الشعر الملحون ؟ ^ علاقتي بالشعر الشعبي كانت في سن مبكر فتحت عيناي في بيئة تسمع الشعر بشغف، فلقد كان والدي محبا للشعر ويردد بعض القصائد وذلك اقترانا مع كونه فارسا مولعا بركوب الخيل، وحبه لسماع الشاعر الفحل للشيخ احمد بن عبيد من أشهر الشعراء آنذاك، الذي كانت زياراته من حين لآخر تمتعنا بأجمل القصائد وكذا الاستماع للشيوخ والشعراء أمثال محمد بلخير وعبد الله بن كريو عبر المذياع ، مما جعلني أحفظ بغض الأشعار والأغاني وارددها،الشيء الذي رسخ في داخلي التعلق بالشعر الملحون، إلى غاية سنوات الثمانينيات حين اكتشفت موهبتي على «قول الشعر» وكانت أول قصيدة لي هي قصيدة «نور الڨمرة» على منوال القصيدة المشهورة «قمر الليل» للشاعر الكبير عبد الله بن كريو، ثم الانطلاق في بحور الملحون إلى غاية يومنا هذا. - حدثنا عن رصيدك من الأشعار؟ ^ عدد القصائد التي كتبتها والله لا حصر لها وضاعت مني أكثر من 100 قصيدة مشكلتي في التدوين ولي قصائد كثيرة، إلا أن عامل الإهمال والنسيان أديا إلى ضياع الكثير منها وبقى النصيب الأقل الذي ما زلت محافظا عليه حتى الآن، مع استمراري في « قول الشعر» لحد الساعة، كما أنني ساهمت بمعية بعض الأصدقاء في إنشاء صفحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تسمى فرسان الملحون للتعريف بالشعر الملحون وتشجيع المواهب الشابة، للنهل من معين هذا التراث الثري والذي تزخر به منطقتنا ووجود شعراء فطاحل لم يستوفوا حظهم من الذكر والتنويه. - احكي لنا عن مشاركتك في المناسبات الثقافية بمنطقتك وخارجها؟ ^ لم تكن ظروف العمل تسمح لي بالتنقل والمشاركة في المهرجانات والملتقيات والتظاهرات الثقافية التي كانت تقام آنذاك ،إلا أنني في الآونة الأخيرة، قمت ببعض المشاركات في خيمة الشعر وبعض الأمسيات الشعرية التي تحييها دار الثقافة محمد بلخير بالبيض تعد المتنفس الوحيد التي تساهم في التئام شمل شعراء الجهة. - ما هي الأمور التي تتناولها في أشعارك؟ أو ما مضمونها ؟ أنا أتناول العديد من الأغراض الشعرية، كالمدح والهجاء ،الرثاء ،الغزل والحكمة وأحاول من خلال هذه الأغراض زرع المبادئ العامة للمجتمع الجزائري عموما ومنطقتنا خصوصا وذلك بالتركيز على الخصال الحميدة والفضائل الحسنة التي تميز بها أسلافنا، في قالب شعري يكون الحاوي والحافظ على الموروث الثقافي والعادات والتقاليد والتراث الخ.. - حدثنا عن جديد أعمالك ؟ ^ الجديد، فهو دائما يتمحور حول ما يدور في محيط الشاعر اجتماعيا ، وسياسيا، وثقافيا، من بين القصائد قصيدة «المانعه» وقصيدة صدفة، وقصيدة بين أفراحي وأقراحي وإليكم قصيدة هي من أواخر ما منت عليا به القريحة سميتها «دام الطبطاب يطبطب» وهي ذات طابع اجتماعي سياسي، أعالج فيها بعض الظواهر الاجتماعية بشخصيات حيوانية . - وفي الأخير ماذا عن مشاريعك المستقبلية ؟ ^ ومن أهم مشاريعي المستقبلية أنني أسعي جاهدا طباعة ديواني بعد جمع كل قصائدي التي كتبتها عبر مسيرتي الشعرية منذ سنوات الثمانينات إلى يومنا هذا وشكرا لجريدة الجمهورية على هذه الالتفاتة.