ازداد تدهور الوضع البيئي بمدينة عين تموشنت تعقيدا بسبب الانتشار الفظيع للمفرغات العشوائية التي توسعت بالعديد من الأحياء وعلى الخصوص بالأراضي غير المستغلة والتي لم يباشر أصحابها في بنائها رغم تواجدها داخل النسيج العمراني و بوسط المدينة و بالجيوب العقارية التي تبقى النقطة السوداء بالمدينة بعدما تحولت إلى أماكن مفضلة لرمي النفايات الصلبة والألبسة البالية و الأفرشة و بقايا عمليات الذبح والنفايات التي تلفظها المحلات التجارية خاصة بأسواق الجملة. أراض تابعة للخواص تتحول إلى مفرغات و من ضمن الأماكن العمرانية التي تحولت في الآونة الأخيرة إلى بقعة لرمي النفايات على اختلاف أنواعها وأحجامها هناك فيرمة «البايلك» و المتواجدة مباشرة خلف عمارة «تيار» وهي أرض تابعة لأحد الخواص و صالحة للبناء حيث أكد سكان المنطقة أنها تحولت فقط خلال هذه السنة إلى مكب للنفايات المنزلية من قبل مواطنين حيث يأتون بسياراتهم ويرمون مختلف أنواع و أشكال الأكياس المملوءة بالقمامة ناهيك عن السكان المجاورين للأرض والتابعين لدوار «الباريني» الذي يُسهل عليهم رمي قماماتهم بدل التنقل إلى المكان المخصص لرمي القمامة والبعيدة نوعا ما عن منازلهم . وقد أكد السكان أن الظاهرة أصبحت تتفاقم في ظل بقاء العديد من الأراضي المماثلة بدون استغلال بمدينة عين تموشنت ضاربين المثل بالجيوب العقارية التي بها نزاعات عائلية و بالتالي لم تُستغل هي الأخرى لتصبح مكانا مفضلا لرمي القمامة مثل ما هو الشأن بتلك الموجودة بالطريق المؤدي إلى حي «سان روك» أو تلك الموجودة بالقرب من سوق المدينة على طريق البشير الإبراهيمي وقد أكدت مصادر من البلدية أن هذه الجيوب العقارية تابعة لأصحابها و جلها حبيس نزاعات الورثة وقد تم اقتراح في وقت سابق أن يتم وضع سياج لهذه الأراضي لكن العمل بهذا الاقتراح لم يؤخذ بعين الاعتبار. احتجاجات على تدهور الوضع البيئي
مشكل القاذورات لم ينته في هذه النقاط الحساسة لوجه المدينة التي تعد سياحية بامتياز لولا مشكل النفايات بل هناك من الأحياء العريقة التي تبقى هي الأخرى تعاني من الرمي العشوائي و كثرة النفايات على مدار اليوم كحي مولاي مصطفى المعروف ب (القرابة ) الذي أحاطت به القمامة من جميع الجوانب إلى درجة قيام السكان خلال الصائفة الماضية بحركة احتجاجية بسبب قدم العتاد المخصص لجمع النفايات والتي كانت تجمع وتُضغط داخل الشاحنة المخصصة لذلك و التي كانت تتسبب في تسرب عصارة الأوساخ على الطرقات التي تمر بها ما أثار سخط السكان بسبب الروائح الكريهة التي تخلفها هذه السوائل التي هي مصدر الأمراض .و تبقى القمامة مرمية بطريقة عشوائية عبر العديد من الأحياء مما سبب إزعاجا للسكان ، وفي هذا السياق أكدت مسؤولة القطاع الحضري لحي مولاي مصطفى أن قلة العتاد ساهم في تفاقم الظاهرة وحتى نقص في اليد العاملة حيث لا يحوز الحي إلا على جرار واحد و شاحنة سرعان ما تتعطل بسبب قدمها رغم الكثافة السكانية التي تزداد سنة بعد سنة ناهيك عن الحركة التجارية الكثيفة بعين المكان نقص في العتاد و اليد العاملة نقص الحاويات لجمع النفايات المنزلية هو مشكل آخر يتخبط فيه حي العقيد عثمان الذي يضم أكثر من 5 آلاف نسمة وبالرغم من عمل مصالح النظافة في أوقات العمل المخصصة لجمع النفايات ليلا ونهارا إلا أن القمامة سرعان ما تتراكم عند كل عمارة وعند الزوايا المخفية عن الأنظار كما طرح أولياء التلاميذ مشكل النفايات المرمية أمام المؤسسات التربوية كتلك الموجودة على مدار اليوم بالقرب من المدرسة الابتدائية الواقعة بحي ألف مسكن بالقرب من عمارة «ديزا» و التي تشكل أبشع وجه للبيئة بمدينة عين تموشنت حيث تمتد هذه النفايات المنزلية على طول الطريق لتصل إلى نقطة تواجد سيارات الأجرة ونفس المنظر تعاني منه المدرسة الابتدائية الواقعة بحي العقيد عثمان والمحاذية للسوق المغطى أين ترمى كل أنواع القمامة منها حتى الهامدة التي يرمي بها السكان بعد إجراء تعديلات داخل الشقق وهو الإشكال الذي نددت به جمعية حماية البيئة عدة مرات وبالرغم من مرور شاحنات جمع القمامة إلا أن هذه الأخيرة سرعان ما تتفاقم وتشكل منظرا غير لائق أمام المؤسسات التربوية.
نشر ثقافة النظافة لدى الناشئة نشر الوعي البيئي لدى الناشئة هو من ضمن الأهداف التي تعمل مديرية الشؤون الدينية والأوقاف على تجسيدها على أرض الواقع وفي هذا الإطار أكد السيد قني محمد إطار بالمديرية أن هناك حملات تقوم بها مديرية البيئة بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لفائدة الناشئة من أجل توعية الطفل بأهمية النظافة من خلال البرامج المعدة في هذا المجال والحصص التوعوية و برمجة رسوم متحركة هادفة في مجال النظافة والمحافظة على البيئة ونشر الوعي عند الأطفال منذ نعومة أظافرهم حتى يتربى هذا الطفل على أن يكون نظيفا في ثيابه و بدنه و محيطه في عائلته ومدرسته والسلوكيات الواجب الالتزام بها من أجل محيط بيئي نظيف . برنامج لتهيئة الأحياء ولكثرة الأوساخ بادرت بلدية عين تموشنت مؤخرا بالتنسيق مع رؤساء الأحياء الشعبية إلى تسطير برنامج يهدف إلى تحسين وضعية الأحياء التي تعرف نسبة سكانية جد مرتفعة وهذا بتخصيص مبلغ معتبر من أجل اقتناء الحاويات التي يشكل غيابها أحد أسباب الرمي العشوائي للنفايات المنزلية بالإضافة إلى تعميم الإنارة العمومية بمصابيح «لاد» وتهيئة مجاري صرف المياه القذرة . حي «تيار» وجه آخر للتلوث البيئي كما تقوم جمعيات حماية البيئة والمجتمع المدني وعدة قطاعات بحملات تنظيف تستهدف النقاط السوداء الموجودة عبر تراب بلدية عين تموشنت منها حي تيار الذي يبقى بمنظره المشوه للبيئة نقطة سوداء تشوه المدينة خاصة من الجهة الخلفية للعمارة أين انفجرت قناة لصرف المياه بأحد المحلات ولم يتم تصليحها لحد الآن وحسب تصريحات السكان فإن صاحب المحل ترك محله وغادر أرض الوطن تاركا المكان يسبح في برك من الأوحال التي تسربت إلى مساحات كبيرة من الحي علما أن حي تيار يعد من الأحياء العريقة جدا وله سمعة تاريخية وقد قام السكان بعدة نداءات لتدخل مصالح البلدية عبر وسائل الإعلام منها مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن المشكل يبقى على حاله.