شكل موضوع الكورونا وفتكه للارواح فوبيا لدى الجزائريين سيما بالعاصمة التي تشكل اكبر نسبة من السكان وتعرف دخولا وخروجا للرعايا الأجانب وحتى المواطنين. وعرفت العاصمة ليلة الأحد إلى الاثنين حالة ذعر بطلها الكورونا حول إمكانية اصابة أحد الرعايا الصينيين بعد أن نقل من زرالدة الى مستشفى القطار للامراض المعدية هو وزميلة له لينتشر على الفور وبسرعة الصاروخ فيديو يوضح خروج المرضى ومرافقيهم من المستشفى بعد انتشار الخبر مخافة العدوى من الفيروس "الشبح القاتل". وهو ما أثار حالة من الفوبيا والخوف في أوساط الجزائريين من عدوى الإصابة بالفيروس الذي أدى إلى عزل مدينة "ووهان " بأكملها عن العالم برغم التقنيات الحديثة للصين في عالم الابتكار والطب الذي استدعى بناء مستشفى ضخم بسعة 1000 سرير في ظرف 9 ايام للتكفل بالمرضى. وبالرجوع الى العاصمة وعن الحالة الصينية التي نقلت الى مستشفى القطار بسبب عوارض تشبه الكورونا مثل الحمى أظهرت التشخيصات الأولوية لحسن الحظ انها لا تحمل الفيروس الامر الذي كان مبعث أمل بأن بلادنا و الحمد لله لم يدخلها الفيروس لحد الساعة. واكدت مصادر متطابقة إخضاع الرعية الصيني للمراقبة الطبية المشددة وجوده حاليا في العزل الطبي كما نفت حسيان آمال مدير فرعية للنشاطات الصحية بمستشفى القطار و وجود أي حالة لفيروس كورنا في الجزائر مشيرة أن الفيديو المذكور هو من أثار الجدل وروج الاشاعات والمصابين هو مصابون بجروح فقط وليس بالكورونا. من جهته البروفيسور "عبد الوهاب بن قونية" المختص في الطب الوقائي وعلم الأوبئة بمستشفى مصطفى باشا اكد في فوروم المجاهد امس أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات إزاء الكورونا تبقى غير كافية موضحا أن الإجراءات المتخذة تضمن فقط حدا أدنى لمجابهة الفيروس القاتل وذلك في غياب إستراتيجية بعيدة المدى لمواجهة الأوبئة تعود بالأساس لغياب المعاهد المختصة في اليقظة الصحية التي تضمن وقاية المواطن من الأوبئة سيما أن السياسية الوطنية للصحة المنتهجة منذ 1962 تعمل على العلاج وتعمل من جهة ثانية الوقاية. هذا وحطت أمس بمطار هواري بومدين طائرة جزائرية قادمة من ووهان الصينية بأمر من رئيس الجمهورية لإجلاء الرعايا الجزائريين وكان على متنها 60 مسافرا منهم 31 جزائريا و17 تونسيا ورعيتين من ليبيا و رعايا موريتانيين. وتوجه الرعايا التونسيون إلى بلادهم مباشرة على متن طائرة عسكرية تونسية من مطار هواري بومدين كما وصلت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية إلى المطار في منتصف النهار بعد أن تم عزلها بالمطار القديم. كما نقلت المصالح الطبية والأمنية الرعايا نحو فندق الرايس ببلدية المرسى شرق العاصمة من بينهم المورتانيين والرعية الليبي ووضعوا تحت إشراف طاقم خاص من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بغية عزلهم لمدة أسبوعين كون المرض يحتضنه الجسم ولا يظهر الا بعد هذه المدة وافادت مصادر إعلامية عن إخضاعهم للمراقبة بأجهزة طبية وكاميرات متطورة بالمطار في الوقت الذي لم يتم الكشف عن مصاب منهم بالفيروس تحسبا لوضهم بالحجر الصحي.